وصلتني رسالة على الواتس أب تتحدّث عن حادث ما، رأيت فيلمًا مصوّرًا في الفيسبوك، سمعت تصريحات لشخصيّة جماهيريّة كيف يمكنك التأكّد أنّها صحيحة كلّها؟
لنفكّر كثيرا قبل أن نعتمد على المحتويات الموجودة في شبكة الإنترنت، والتي يمكن أن تكون خاطئة أو مضلّلة في نهاية المطاف – أو قبل أن نرسلها.
ما هي الأخبار الكاذبة (Fake news)
المعلومات الكاذبة أو المضلّلة هي التي يتمّ عرضها كحقائق أو كتقرير إخباريّ. غالبا ما يكون الهدف من المعلومات الكاذبة المسّ بسمعة شخص أو واقع معين، أو نشر رسائل تسعى إلى تغيير الوعي، والربح الماديّ من خلال مردود الإعلان أحيانًا، يكون هدف الأخبار الكاذبة هو إثارة ضجّة أو هلع عند العامة.
يمكن للأخبار المزيّفة، مثل الأكاذيب والشّائعات التي لا رشيد لها في الواقع، يمكن أن تُرسل من خلال الواتس أب، الإعلانات أو الأفلام القصيرة على الفيسبوك، في أخبار المواقع، وأحيانًا في قنوات وسائل الإعلام المؤسساتيّة أو تصريحات لشخصيات جماهيريّة. يستند جزء من المعلومات على حقائق، من أجل خلق إحساس بالثّقة، أو يتمّ عرضه بصورة معينة، لكن المعلومات عموما غير دقيقة.
يجدر التّذكير أنّ الأخبار الكاذبة هي ظاهرة معروفة منذ سنوات طويلة، وتمّ اعتمادها قبل عصر الإنترنت ومواقع التّواصل الاجتماعيّ بفترة طويلة. ساهمت الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعيّ، بفضل خصائصها، كالإتاحة، سهولة التّنفيذ، وسرعة النّشر ومجالها، في شيوع الأخبار الكاذبة بصورة أكبر.
ماذا يعني التزييف (Deepfake)؟
تكنولوجيا تعتمد على الذّكاء الاصطناعيّ من أجل إنشاء مقاطع مصوّرة، صور أو مقاطع صوتيّة مزيّفة. تتيح تكنولوجيا "ديب فيك"، المجال لإنشاء محتوى مزيّف من خلال دمج صور ومقاطع مصوّرة مزيّفة مع صور ومقاطع مصوّرة أصليّة. ديب فيك شائعة في الفيديو ومقاطع الصوت على حدّ سواء.
يتمّ استغلال هذه التكنولوجيا لاستخدامات كثيرة، وكذلك في الأفلام والحملات التي تهدف إلى دعم أهداف مختلفة، بعضها إيجابيّ ومقبولة، أو تستخدم كجزء من حالة ساخرة (ساتيريّة). ومع ذلك، بتنا نلاحظ في السّنوات الأخيرة استخدامًا متزايدًا في هذا التكنولوجيا لأهداف سياسيّة، وكذلك لإنشاء محتوى إباحيّ وكوسيلة لابتزاز جنسيّ (Sextortion).
كلما أصبحت التكنولوجيا متوفّرة وسهلة أكثر، كلما زادت نسبة استخدام -Deepfake- من قبل الجمهور، وبذلك يزداد الاحتمال أن نصطدم جميعنا بمقطع مصوّر يعتمد على التزييف ويصعب علينا في الوقت ذاته أن نكتشف أنّه مزيّف.
هل ترغبون في التعلّم أكثر عن الأخبار الكاذبة والتزييف؟
- معلومات قانونيّة وتكنولوجيّة في موضوف ديب فييك – اتحاد الإنترنت الإسرائيليّ
- حقيقة الأخبار الكاذبة – المعهد الإسرائيلي للديمقراطيّة
- Designed to deceive – New York Times
وصلني خبر أو اطّلعت على منشور في الإنترنت. كيف يمكنني أن أعرف إذا كان الإعلان حقيقيّا أم لا؟
إذا راودتكم الشّكوك أنّ المقطع المصوّر، الصّوتيّ أو النصّ الذي شاهدتموه هو خبر كاذب أو تزييف، فيما يلي الأمور التي يُفضّل إجراؤها قبل أن تستمرّوا في التّصفّح أو تضعوا شارة الإعجاب:
- اسألوا أنفسكم هل يبدو الخبر منطقيًّا وصادقًا؟
- افحصوا المكان الذي نُشرت فيه المعلومات؟
- هل تمّ ذلك في موقع إخباريّ ومعروف أو في مواقع غير معروفة؟
- ما هو مصدر الخبر؟
- هل المصدر موثوق؟ هل هناك مصلحة أو منفعة ماديّة للمصدر، من وراء نشر هذا الخبر؟
- هل هناك مصادر إضافية للخبر؟
- يمكنكم العثور على أجوبة سريعة من خلال بحث قصير في جوجل. افحصوا إذا نُشرت المعلومات في وسائل إعلام أخرى؟
- هل يأتي المحتوى كردّ على تخبط / أو أفكار مختلفة عند الجمهور، هل يراودكم إحساس أنّ هناك حملة؟
يعدّ الكشف عن Deepfake أصعب من الكشف عن الأخبار الكاذبة Fake News. ويمكن، مع ذلك، أن نتبنى في قسم كبير من الحالات، عدّة تشخيصات أوليّة:
- جودة تكنولوجيا التزييف الحالية غير كافية، والشّخصيّات التي تظهر فيها هي غالبا لا ترمش أو بدلا من ذلك ترمش أكثر من العادة.
- هل يبدو الجلد والشعر بصور غير طبيعيّة أو تبدو حدّة الصورة غير طبيعيّة.
- هل تبدو الإضاءة طبيعيّة؟ غالبًا ما تحافظ القواعد التي تخلق المقطع المصوّر المزيّف على إضاءة المقاطع المصوّرة الأصليّة، والتي لا تلائم المقطع المصوّر المزيّف.
هل تلائم التّصريحات الشخص المتحدّث؟ إذا لم تكن كذلك – هناك احتمال كبير لوجود تزييف.
أرسلت خبرا كاذبًا أو تزييف. هل أواجه بذلك خطورة ارتكاب مخالة جنائيّة؟
لا يحدّد القانون الإسرائيلي قيودًا جنائيّة محدّدة على إرسال الأخبار الكاذبة أو التزييف، كما لا توجد قيود جنائيّة عامة ضد نشر الأكاذيب. وبالرغم من ذلك، وفي حالات معينة، نشر الأخبار الكاذبة أو التّزييف (دون الإشارة الواضحة إلى أنّ المحتوى غير حقيقيّ) يمكن أن تصل إلى حدّ المخالفة الجنائيّة. مثلًا:
ينصّ البند 159 لقانون العقوبات، على عقوبة السّجن حتى ثلاث سنوات بسبب نشر أخبار كاذبة، التي من شأنها أن تثير هلعًا وخوفًا عند الجمهور، في الوقت الذي يعلم فيه المعلِن، أو هناك أساس للاعتقاد، أنّ الأخبار كاذبة.
ينصّ البند 197 لقانون العقوبات، على عقوبة السّجن حتى ثلاث سنوات بسبب محاولة تخريب، أو التّشويش على الانتخابات العامة، بواسطة نشر أخبار كاذبة كذلك (مثل: عند نشر محتوى كاذب يضمّ شخصيّة المترشّحين في الانتخابات أو شخصيّات لجهات أخرى، مثل أعضاء لجنة الانتخابات المركزيّة).
كذلك، نشر محتويات كاذبة أو مزيّفة حول شخصيّات أو جهات محدّدة، فيها إهانة، احتقار وإساءة لهم، ويمكنها أن تلقي على المعلِن مسؤوليّة الإساءة كما ينصّ عليها قانون التّشهير.
تجدر الإشارة إلى أنّ ما تقدّم لا يشكّل استشارة قانونيّة أو مسحًا نظريّا شاملّا.
ألفّت خبرا كاذبًا أو تزييفا. هل أواجه بذلك خطورة ارتكاب مخالة جنائيّة؟
الأخبار الكاذبة (Fake News) أو التّزييف (Deepfake) المعتمدة لأغراض شخصيّة او تعليميّة، مسموحة، لكن لا يُفضّل نشرها دون علامة أو توضيح بأنّ المحتوى غير حقيقيّ
تجدر الإشارة إلى أنّ ما تقدّم لا يشكّل استشارة قانونيّة أو مسحًا نظريّا شاملّا.
أمثلة ل – Fake News:
حملة توعية ل Fake News –
أمثلة ل Deepfake
أمثلة إضافية ل – Deepfake
وصلتني رسالة أو مقطع مصوّر يبدوان لي مزيّفين؟
نصيحتنا المركزيّة: تعلّموا على إثارة الشكّ، افحصوا المصادر وفقط بعدها بلوروا رأيًا
إذا وصلتم لقناعة أنّ المعلومات كاذبة، توقّفوا عن النّشر ببساطة! اكتبوا لمَنْ أرسل لكم الرّسالة لإخباره أنّ المعلومات غير صحيحة.
- بلّغوا:
-
في الفيسبوك
-
في الإنستغرام
-
في الواتساب
-
في اليوتيوب
-
في التويتر
-
في التيك توك
-