تخيّلوا أنفسكم تتجوّلون في المكتبة البلدية أو في حانوت للكتب قريب من منزلكم، وتشاهدون على الرفوف عددا هائلا من الكتب باللّغة العبريّة ذات محتوى مشوّق، لكنّ كافة العناوين الظاهرة على غلاف هذه الكتب مكتوبة بأحرف أجنبيّة وبطريقة يصعُب لفظها. مثلا: "’Mishehu Larutz Ito" أو "Hatzotzra BaWadi" أو حتى عنوان مثل، "Sipur Al Ahava Vechoshech". لا شكّ أنّكم قد فكّرتم بعدة إمكانيات أخرى لنقحرة الكلمة "חצוצרה" ربما، وعليكم أن تفكّروا كذلك كيف يمكن كتابة، وبأحرف لاتينية، المصطلح "מחלקת תרבות ואירועים"، أو الكلمات "חילזון"، "מטריה" و "עגבניות".
ما علاقتنا، نحن مستخدمي الإنترنت، بهذا الموضوع؟
كلّ جهاز متّصل بشبكة الإنترنت له عنوان خاص مؤلّف من أرقام، تمامًا مثل رقم الهاتف أو رقم الهويّة. كلّ الأجهزة المتّصلة بشبكة الإنترنت تتّصل فيما بينها من خلال هذه العناوين الخاصّة. بهذه الطريقة، يمكن الوصول إلى هذه الأجهزة (الحواسيب مثلًا) بشكل مباشر. نظرًا للعدد الكبير من الأجهزة المتّصلة بالشبكة، تقرّر استخدام أرقام طويلة نسبيًا (حتى 12 رقمًا). ليس من السهل تذكّر هذه الأرقام، والتي تُعتبَر بمثابة عنوان كما ذكرنا. هذه الأرقام تسمّى عنوان الـ IP – وهي اختصار للكلمات "بروتوكول الإنترنت" – INTERNET PROTOCOL (مثلًا: 192.115.211.45).
لتسهيل وصول المستخدمين من حاسوب إلى حاسوب (أو بين الأجهزة المتّصلة بالإنترنت) وتحديد مكان كلّ واحد في الشبكة، تمّ بناء نظام يساعد الحواسيب على "إيجاد" بعضها البعض. هذا هو نظام المجال، ويسمّى باللغة الإنجليزيّة DNS – Domain Name System. وظيفة النظام هو مسح الأرقام الخاصة (مثلا:192.115.211.45) لأسماء عادية من الأبجدية، تكون وديّة أكثر للعين وللذاكرة وتسمّى "أسماء المجال" (مثلا: "isoc.org.il"، أو "איגוד-האינטרנט.ישראל"). [1]
أسماء المجال – تاريخ مختصر
بداية أسماء المجال، التي تشكّل أحد أجزاء النواة في شبكة الإنترنت، متشابكة وموجودة منذ بداية وجود الشبكة. شبكة الإنترنت هي تطوير لشبكة الـ – ARPANET التي طُوّرت في الولايات المتحدة في سنوات الـ – 60. [2] ولأنّ مصدر الإنترنت هو في الولايات المتحدة، فقد كُتبت أسماء المجال بداية بالحروف اللاتينية (a-z)، وأضيفت إليها الأرقام (0-9) والشكل (-) لخلق إماكنيات متنوّعة من الأسماء. تمثيل هذه الرموز "بلغة الحاسوب" يسمّى ASCII. منذ تطوّر شبكة الإنترنت، توسّع استخدامها في أنحاء العالم، وكذلك في المناطق غير الناطقة باللغة الإنجليزية، حيث يكون التمكّن من نظام الكتابة اللاتينية منخفضا أو محدودا عادة. الأمر الذي أثّر على قدرة الناطقين بلغات أخرى لأنّ يشاركوا في الحيّز الرقميّ، بكلّ ما تحمله الكلمة من معنى.
وقد بدأوا منذ منتصف سنوات الـ – 90 بتطوير معايير تقنية لإنشاء أسماء مجال بلغات ليست لاتينية. تسمّى هذه الدومينات (IDN – (Internationalized Domain Names ابتدأ تطبيق IDN في العالم، بمعنى أسماء المجال المؤلفة من رموز ليست لاتينية، في المستوى الثاني في سنوات الـ -2000 (ضمن اللاحقة .com ו-.net) وفي عام 2001 ضمن اللاحقة الرسميّة لليابان (.jp). وفي العقد التالي ابتدأت عدة سجلّات رسميّة (ccTLDs) كذلك بنشر أسماء مجال تدعم اللغة المحليّة. بعضهم جرّب استراتيجيات أخرى، لكنّ تكنولوجيا الـ – IDN التي تستخدم الـ – Punycode، أثبتت نفسها كأكثر هذه الأنظمة نجاحا.
ما هو Punycode؟
Punycode هو بمثابة الخوارزميّات المستخدمة لتحويل سلسلة الرموز في معيار Unicode إلى سلسلة رموز في معيار ASCII. تُضاف لسلسلة الـ ASCII- الناتجة بعد التحويل، السابقة "xn--"، وهدفها هو التعريف بأنّ الاسم المكتوب هو ترجمة Punycode لسلسلة في Unicode. ّ يسمّى الناتج "A-Label" أو ACE (ASCII Compatible Encoding)، والتي تتعرّف عليها أنظمة أسماء المجال (DNS).
للاستزادة، انظروا البند 2.3 في- RFC 5890.
يمكّن هذا الحلّ تحويل كلّ رمز في الكود Unicode، لا يتعرّف عليه نظام أسماء المجال، لكود ASCII، يتعرّف عليه النظام. مثلا، سيتمّ تحويل كلّ نصّ باللّغة العبريّة – وهو مثال لسلسلة رموز غير موجودة في معيار ASCII – إلى سلسلة رموز من المعيار ASCII بإضافة السابقة "xn--". النتيجة بالنسبة للإنسان هي لغة غامضة غير مفهومة، لكنّها ذات معنى بالنسبة للخوادم التي تنشر أسماء المجال. وهكذا، يمكن لأسماء المجال أن تُكتب بكلّ لغة وأن يستخدمها عدد هائل من متحدّثي اللغات المختلفة في أنحاء العالم، في الوقت الذي بقي جهاز ترجمة أسماء المجال في مركزه دون تغيير. [3]
نشر IDN في أنحاء العالم
IDN متاح للتسجيل، منذ ما يقارب العقدين من الزمن. بمعنى أسماء المجال التي يُشفّر فيها المستوى الثاني في Unicode والمستوى العلوي يُشفّر في ASCII (مثلا: איגודהאינטרנט.co.il). هذه الحال ترضي اللغات التي تقوم على الرموز اللاتينية المستخدمة من قبل معظم اللغات الأوروبيّة، يعبّر اسم المركّب الـ – IDN عن التأكيد عادة، أو الإشارات المميّزة فوق الرموز اللاتينيّة. في اللغة الألمانية على سبيل المثال، الكلمة bücher تندمج بشكل سلسل ومريح في الـ – IDN المدمج (مثلا: bücher.com)، لكن بالنسبة للناطقين بلغات لا تستند على نظام الكتابة اللاتينيّ (مثلا: الصينية، العربيّة أو العبريّة)، فإنّ الـ – ASCII/IDN المدمجتين لم تكونا كافيتين. خلقت اللغات التي تُكتب من اليمين إلى اليسار، مثل العربية والعبريّة، أسماء مجال ثنائية الاتجاه مع دمج إضافات TLD من اليسار إلى اليمين، والتي تُلزم المستخدمين معرفة اللغة المحليّة والرموز اللاتينية على حدّ سواء، للتصفّح في الإنترنت. لا تُلزم الأسماء ثنائية الاتجاه مستخدمي الإنترنت بتغيير اللغة عند كتابة عنوان إنترنت خاصّ فحسب، بل يمكن أن تُحدث اضطرابا في الهرمية الصارمة لنظام أسماء المجال. [3]
في أعقاب الضغط من جانب مجتمع السجّلات الرسمية (ה-ccTLD)، عرض ICANN (اتحاد الإنترنت الذي يخصّص أسماء المجال والأرقام في الإنترنت) مسارا سريعا لإنشاء ccTLDs IDN في العامين 2007-2008، والذي جعله ضمن أولوياته العليا. اتخذ ICANN عام 2010 خطوة تاريخية للموافقة على ccTLDs بلغات محليّة، لأربع دول: مصر، السعودية، الاتحاد الروسيّ والإمارات العربية المتحدة، بحيث تمّت الموافقة على لواحق ضمن المستوى العلوي، مثل: ".مصر"(ترجمة: "דוגמה.מצרים"). [3]
منذ أن أتيحت إمكانية تسجيل أسماء المجال مع رموز مختلفة ضمن المعيار الـ – IDN، زاد التسجيل إلى حدّ كبير، وحتى عام 2021 هناك ما يقارب 8.6 مليون اسم مجال في معيار IDN في أنحاء الشبكة [4]، وتأتي الصين في مقدمة الدول المستخدمة لـ – IDN وتليها روسيا وألمانيا [5].
كمية الـ -IDN في الشبكة – سنويّا (IDN World Report)
IDN كمسرّع لتعدّد – اللغات في الشبكة
IDN يعدّ من قبل الكثيرين كمسرّع وخطوة ضررويّة لتحقيق إنترنت متعدّد اللغات. حسب منظمة اليونيسكو، شكّلت 12 لغة عام 2008، %98 من مجموع صفحات الإنترنت في الشبكة، بحيث هيمنت اللغة الإنجليزية وحدها على %72 من صفحات الإنترنت، وكانت بمثابة اللغة المهيمنة في الشبكة. تظهر الأبحاث أنّ السنوات الأخيرة تشهد ازديادا في حضور اللغات الأخرى في الشبكة. عام 2010 مثلا، %20 من المقالات في موقع ويكيبيديا كانت باللّغة الإنجليزية، بالمقابل حدث تراجع في حضور اللغة الإنجليزية في الموقع عام 2018، وشكّلت أقلّ من %13 من مجموع المضمون. [3]
يؤمن الداعمون لـ – IDN – بأنّ فسح المجال أمام المستخدمين للتصفّح في الإنترنت بلغات الأم خاصتهم، يزيد من التنوّع اللغويّ بين جماعة مستخدمي الإنترنت. بمعنى آخر، سيستخدم الإنترنت عدد أكبر من الناطقين بلغات أخرى. وعليه، يعرض بحث تابع لـ IDN World Report العلاقة القوية بين IDN وبين المحتوى المحليّ بلغات مختلفة. يتضح من الرسم البيانيّ، بأنّه في المواقع التي تستخدم الدومين IDN، يمكن أن نجد كمية محتوى بلغات مختلفة، أكثر من دومين لاتينيّ (general)، حيث يكون نصف المضمون هناك باللّغة الإنجليزية. في الرسم البيانيّ العلويّ، يمكن مقارنة هذين المعطيين بالنسبة لتوزيع الناطقين باللغات المختلفة بين سكان العالم عموما.
IDN والتنوّع اللغويّ (IDN World Report)
حقيقة جعل الإنترنت مكانا متاحا أكثر للناطقين بلغات مختلفة، يعني ضمّ عدد أكبر من الشرائح السكانية لمجتمع مستخدمي الإنترنت، بكلّ ما يتضمنه الأمر من إيجابيات؛ الإتاحة للتجارة الرقميّة والمتنوّعة، إمكانيات تجاريّة واسعة، التواصل مع مجتمعات محليّة، وكذلك تعزيز الثقافات والتقاليد والحفاظ عليها بواسطة اللغة. يظهر بحث الـ – UASG من العام 2017 [6]، بأنّ اعتماد IDN في شبكة الإنترنت (نشر وقبول أساسي كامل) يوازي 9.8 مليارد دولار من الفرص التجارية، وهذا المبلغ ما هو إلا تقدير متحفّظ نوعا ما. بمعنى، المصالح التجارية التي يمكنها أن تدعم IDN، ستضع نفسها في موقع استراتيجيّ؛ ستجذب جمهورا متنوّعا، دوليّا ومحليّا على حدّ سواء، وتزيد من أرباجها المحتملة من جمهور مستخدمي الإنترنت الحاليّ إلى الحدّ الأقصى، إضافة إلى الأثرياء الذين يتوقع أن ينضمّوا إليها في هذه الحالة.
يُظهر بحث أجري في إسرائيل من قبل دائرة الإحصاء المركزية [7]، بأنّ ما بين %12 – %13 من المجيبين على الاستطلاع أفادوا بأنّه لا يمكنهم التحدّث، القراءة أو الكتابة باللغة الإنجليزية. وهناك فجوة بين تمكّن العرب من الحديث باللغة الإنجليزية، وبين تمكّن اليهود: %28 من السكان العرب أفادوا بأنّهم لا يجيدون الحديث باللّغة الإنجليزية، مقابل %8 لدى السكان اليهود. كذلك، تبيّن أنّ %19 من المتدينين (الحريديم) أفادوا بأنّهم لا يجيدون الحديث باللّغة الإنجليزية بتاتا، مقابل %5 فقط لدى غير المتدينين. بالإضافة لذلك، يظهر بأنّ الشباب والمتعلّمين متمكّنون من اللغة الإنجليزية أكثر من الكبار في السن و/أو ذوي التعليم الأساسيّ (أي التعليم ما دون الثانوي أو العالي).
في ضوء هذه المعطيات كلّها، يمكن التقدير والتمني بأنّ يساهم IDN مساهمة جديّة في تقليص الفجوات الرقمية في المجتمع الإسرائيليّ، بحيث يتيح التصفّح بأسماء مجال عبريّة شبكةَ الإنترنت، لقطاعات إضافية من السكان التي تعاني من ثقافة متدنيّة في اللّغة الإنجليزية. المساعدة في إتاحة شبكة الإنترنت، من شأنها أن تفتح أماهم كذلك إمكانيات للعمل، وتساهم في دمجهم في التجمّعات الرقمية المتطورة، وتطلعهم على مجموعة من إيجابيات شبكة الإنترنت الأخرى.
التحديات التكنولوجية لا تزال قائمة
بالرغم من أنّ IDN مستخدم منذ ما يقارب عقدين من الزمن في السجلّات المختلفة في جميع أنحاء العالم، إلّا أنّ مستخدمي IDN يواجهون تحديّا كبيرا وجديّا. لا تزال الكثير من الحلول التكنولوجية تستصعب تحديد IDN كدومين ساري المفعول، بما في ذلك IDN المستخدم في البريد الإلكترونيّ. أحيانا ينتج ذلك عن التطبيقات أو الأدوات غير المحدّثة، وغير المتزامنة مع المعايير الجديدة التي تدعم IDN. وأحيانا لا يتمّ إعداد الاختراعات الجديدة لتدعم IDN، أو دومينات بأشكال جديدة، لأنّ العديد من المطوّرين غير مطّلعين بتاتا على التطورات الجديدة في عالم الدومينات بصفة عامة، وعلى استخدام IDN بصفة خاصة. بعض التحديات الأخرى متعلقة بالتنوّعات الممكنة في اللغات المختلفة (مثلا الحرف ا و – أ باللغة العربية). [8]
الفكرة النظرية والحالة المثالية، والتي بموجبها ستعمل كافة أسماء المجال وعناوين البريد الإلكترونيّ بكلّ لغات العالم في كافة تطبيقات الحاسوب، تسمّى "Universal Acceptance" أو بترجمة غير حرفية "القبول العالميّ". وقد أقيمت عدة منتديات ومبادرات دوليّة في مجتمع الإنترنت الدوليّ، لدعم الفكرة وتحقيقها، على غرار UASG (Universal Acceptance Steering Group)، و- IDN World report والتي تبحث في ملاءمة البنى التحتية المختلفة للإنترنت لـ – IDN، ويطوّرون ذلك من خلال تعزيز الوعي لدى مقدّمي الخدمات المختلفة (مزوّدي محرّكات البحث، صناديق البريد الإلكترونيّ، معايير للغات البرمجيات، وغيرها). جزء من هذه المبادرات مموّل من قبل منظمة ICANN، والتي وقعّت مؤخرا فقط على مذكرة-تفاهم مع السجّل الأوروبيّ (EURid)، للتعاون بكلّ ما يتعلّق بدعم IDN ولغات ليست لاتينية في حيّز الإنترنت.
محرّكات البحث
تبيّن الفحوصات التي أجريت من قبل الـ – UASG (Universal Acceptance Steering Group) في أنظمة التشغيل المختلفة، بأنّ معظم محرّكات البحث تدعم العرض والتصفّح من خلال IDN. جزء من الدومينات التي تُكتب من اليمين إلى اليسار، مثل العبرية والعربية، لم تُعرض على النحو المطلوب، لكن من الممكن أن يكون الحلّ كامنا في إعدادات الشاشة القابلة للتغيير.
بالإضافة لذلك، يبدو أنّ معظم محرّكات البحث تدعم مسألة الحفاظ على علامات (bookmarks) دومينات IDN، لكنّ بعضها يحفظ الدومين بشكل Punycode (وهو العنوان المحوّل مع السابقة –xn)، والأمر لا يجعل استخدامها مريحا إلى حدّ كبير. يظهر كذلك، بأنّ التصفّح من خلال الخلويّ محدود أكثر، مقارنة مع التصفّح في الحاسوب، لأنّ نظام التشغيل في الأجهزة الخلويّة لا يدعم IDN كما هو الحال في الحاسوب.
يُشار في هذا السياق بأنّ استخدام الرموز من اللغات المختلفة، يفسح المجال لاستغلال الدومينات على نحو سيء، لتضليل المستخدمين والاحتيال عليهم بشكل مقصود. لا تتصل هذه المسألة باللّغة العبرية، بقدر ما تتصل بأنظمة الكتابة التي تشترك مع أنظمة كتابة أخرى، مثل اللاتينية والسيريالية. على سبيل المثال، تمثيل الكلمة apple في دومين apple.com، يمكن أن يُكتب جزء منه بأحرف سيريالية (apple، بواسطة "р" السيريالية تمثّل الصوت أو النغمة الشبيهة بالحرف "ר" بالعبرية) وأن يعتبرها المتصفّح البسيط مثل – apple اللاتينية تماما. مالك الدومين يمكن أن يستغلّ الصعوبة في التمييز لدى المستخدم، ويوجّهه لموقع مزيّف.
لكن البشرى السارة في هذا السياق هي، بأنّ محرّكات البحث المحدّثة قادرة على مواجهة هذه المسألة وحماية المتصفّح، بواسطة فحوصات تلقائية مختلفة في الدومينات، مثلا من خلال جهاز يتحقّق من أنّ الدومين لا يحتوي على رموز لأنظمة كتابة متعدّدة ومختلفة. سيتمّ عرض الدومين المشبوه مثلا، بالشكل المحوّل (مع السابقة xn--)، أو أن يحصل المستخدم في محرّك البحث على رسالة تحذير معينة، تحذّره من الدخول لدومين مزيّف. [9][10]
عموما، علينا أن نتذكّر إذا كان محرّك البحث بمثابة البوابة لشبكة الإنترنت، ففي أيامنا هذه نحن متواجدون في فترة يشهد فيها الـ – IoT (The Internet of Things) تطورّا هائلا، ويُستخدم بشكل أكبر. هناك أجهزة مختلفة موصولة بالإنترنت، ويمكن كذلك أن نجد محرّكات البحث في السيارات، الأجهزة اللوحية (التابليت)، الساعات، وغيرها. لذلك يجب أن نأخذ بعين الاعتبار بأنّ هذه الأجهزة يجب أن تدعم IDN كذلك، وليس من المؤكّد بأنها تدعمه بمستوى دعم محرّكات البحث المثبّتة في الحواسيب البيتية.[11]
لمراجعة نتائج الفحوصات، بما في ذلك تفصيل محرّكات البحث الداعمة لـ – IDN، انظروا تقرير تابع لـ UASG.
البريد الإلكترونيّ
يسمّى البريد الإلكتروني المكتوب بأحرف ليست لاتينية EAI – Email Address Internationalization. ثمّة تحدّيان مركزيان يقيّدان الاستخدام الحرّ والخالي من الأعطال:
- من جانب الزبون (client software) – يجب أن يكون البرنامج قادرا على عرض، معالجة وتخزين عناوين دوليّة. مثلا، عرض عنوان بريد إلكترونيّ EAI برموز Unicode، لكن إرسال اسم المجال لخادم البريد، يتمّ من خلال Punycode.
- من جانب الخادم (server software) – البرنامج يجب أن يدعم EAI وأن يفسح المجال لتحويل البريد بشكل يحافظ على العنوان الظاهر في EAI.
لذلك يجب الأخذ بعين الاعتبار بأنّّه إذا كانت هناك إمكانية في محرّك بحث واحد لإرسال واستلام بريد إلكترونيّ في دومين باللّغة العبرية، فمن الممكن أن يتعذّر الأمر لدى مستخدم آخر، وفقا للبرنامج الذي يستخدمه. [12]
لمراجعة نتائج الفحوصات، بما في ذلك تفصيل الخدمات الداعمة لـبريد إلكترونيّ – IDN، انظروا تقرير تابع لـ UASG.
شبكات التواصل الاجتماعيّ
باتت شبكات التواصل الاجتماعي تشكّل خلال العقد الأخير، مجالا مركزيّا لتصفّحنا في شبكة الإنترنت. لكن هل يتوقع منها بالضرورة أن تدعم IDN وبشكل كامل، نظرا لكونها شائعة ومشهورة إلى هذا الحد؟ّ
يظهر من الفحص الأخير الذي أجري من قبل UASG، بأنّ لا يمكن التسجيل في أي شبكة من شبكة التواصل الاجتماعيّ مع عنوان بريد إلكترونيّ EAI. الصورة المتعلقة بعرض IDN كروابط سليمة (hyperlinks) قادت إلى العنوان المطلوب، لا تبعث كثيرا على التفاؤل، بل هي مركّبة كذلك. من بين مجموع الشبكات التي خضعت للفحص، كانت: الفيسبوك، إنستغرام، واتساب، يوتيوب، لينكد إن، تلغرام وتيك توك. وقد تبيّن أنّ شبكة تلغرام أكثر هذه الشبكات التي تدعم IDN، وتليها مباشرة في المكان الثاني لينكد إن، فيسبوك وتويتر.
وبيّن هذا الفحص كذلك تباينات في دعم IDN، ما بين التصفّح في شبكات التواصل الاجتماعيّ من خلال الأجهزة البيتيّة، وبين استخدام التطبيقات الموجودة في الهواتف الخلويّة. خلافا للتصفّح من خلال محرّكات بحث مختلفة في أجهزة مختلفة (ونتيجة لذلك في أنظمة تشغيل مختلفة كذلك)، فقد تبيّن أنّ تطبيقات شبكات التواصل الاجتماعيّ في الخلويّ بصفة خاصة، ذات مستوى أعلى في نشر محتوى يحتوي على IDN.
لمراجعة نتائج الفحوصات، بما في ذلك تفصيل الشبكات الداعمة لـ – IDN، انظروا تقرير تابع لـ UASG (شريحة 6).
لمَنْ لديهم القدرة أو الرغبة في المعرفة، أجريت فحوصات مشابهة على لغات البرمجيات كذلك (C، C# ،Java ،Python ،Rust وغيرها) يمكن مراجعة النتائج بشكل مفصّل من خلال التقرير التابع لـ UASG.
مصادر
[1] ما هو الدومين https://ar.isoc.org.il/domain-name-registry/domain-name
[2] مصطلح ARPANET في موقع ويكيبيديا: https://ar.wikipedia.org/wiki/أربانت
[3] مسح عام عن IDN في موقع IDN World Report: https://idnworldreport.eu/about/introduction/
[4] كمية IDN في الشبكة حسب السنة: https://idnworldreport.eu/charts/idn-numbers/idn-totals-by-year
[5] 20 نطاقات الـ-IDN الرائدة: https://idnworldreport.eu/charts/idn-numbers/top-20-idn-spaces/
[6] الصلة الاجتماعيّة، الفرص التجارية وفرص العمل بفضل IDN – https://uasg.tech/download/uasg-038-universal-acceptance-ua-messaging-for-social-relevancy-business-opportunities-and-career-opportunities/
[7] مستوى التمكّن من اللغة الإنجليزية في إسرائيل – بيانات من خلال استطلاع مهارات البالغين في إسرائيل، 2014-2015، نُشر في أكتوبر 2017: https://www.cbs.gov.il/he/mediarelease/DocLib/2017/308/06_17_308b.pdf
[8] IDN – الحالة الآن (يونيو2021)، ICANN: https://www.icann.org/en/system/files/files/idns-where-are-we-now-16jun21-en.pdf
[9] سياسة Google Chrome بالنسبة لعرض IDN وحماية المستخدمين من خطر استغلال الدومينات: https://chromium.googlesource.com/chromium/src/+/main/docs/idn.md
[10] سياسة Mozilla Firefox بالنسبة لعرض IDN وحماية المستخدمين من خطر استغلال الدومينات: https://wiki.mozilla.org/IDN_Display_Algorithm
[11] Universal Acceptance – Browsers: https://idnworldreport.eu/universal-acceptance/browsers/
[12] Universal Acceptance – Email: https://idnworldreport.eu/universal-acceptance/email/
توجيهات لقراءة المزيد
● نتائح بحث قبول محرّكات البحث في -IDN، من قبل UASG: https://uasg.tech/download/uasg-036a-ua-readiness-of-browsers-en/
● نتائح بحث قبول خدمات البريد الإلكتروني في -IDN، من قبل UASG: https://community.icann.org/download/attachments/171835736/NARALO-ICANN EAI Training -20220127_Sarmad_2.pdf?version=2&modificationDate=1643304634000&api=v2
● نتائح بحث قبول شبكات التواصل الاجتماعيّ في -IDN، من قبل UASG: https://uasg.tech/download/uasg-035a-ua-readiness-of-social-media-platforms-en/
● نتائح بحث قبول لغات البرامج وإطارات التطوير في -IDN، من قبل UASG: https://uasg.tech/download/uasg-037a-ua-readiness-of-some-programming-language-libraries-and-frameworks-en/