كانون الثاني 2024
مقدمة
حرب "السيوف الحديدية" لم تستثنِ أحدًا منّا، الآلاف فقدوا أبناء وبنات عائلاتهم وأصدقاءهم، والكثيرون فقدوا أيضًا ممتلكاتهم. مئات آلاف المواطنين تضرروا وتم إخلاؤهم من بيوتهم في منطقة الشمال ومنطقة غلاف غزة في الجنوب، والبعض منهم أيضًا من سكان البلدات العربية في الجليل الأعلى والبلدات البدوية في النقب. حتى مطلع عام 2024، يبلغ عدد المواطنين البدو في النقب نحو 300,000 نسمة، وأكثر من %70 منهم يسكنون في بلدات ثابتة (وفقًا لمعطيات دائرة الإحصاء المركزية). هذه البلدات، كما الحال في البلدات البدوية الأخرى غير المعترف بها في المنطقة، تعاني من تهديد الصواريخ والقذائف من غزة، ونحو ثلث السكان فيها (الذين يسكنون في القرى غير المعترف بها) غير محميين بواسطة أنظمة الحماية الجوية "القبة الحديدية"، ولا تتوفر لهم حماية فعلية حقيقية أو نظام صفارات إنذار للتنبيه من إطلاق الصواريخ في منطقة سكنهم. إضافةً لذلك، المجتمع الإسرائيلي عمومًا، والمجتمع العربي والبدوي من ضمنه، يواجهون التحديات الاقتصادية والتشغيلية التي فرضتها الحرب على الدولة بأسرها، وألحقت أضرارًا بكثير من المصالح التجارية والمؤسسات.
مع اندلاع الحرب، أقامت حكومة إسرائيل "الموقع الوطني المُوحد" (האתר הלאומי האחוד) والذي ركّز كل المعلومات الحكومية المتعلقة بالخدمات والحقوق التي يستحقها المواطنون النازحون أو المتضررون بسبب الحرب، إلى جانب الخدمات والدعم الحكومي المُقدم لكل مواطني الدولة المتأثرين من الوضع الأمني في مجالات الإسكان، العمل، الرفاه، الصحة، التعليم وما شابه. "الموقع الوطني الموحد" يوجّه المواطنين إلى خدمات وصفحات إضافية ذات صلة خلال الحرب، والتي تنشر معلومات ضرورية ومهمة لحماية المواطنين. المعلومات والخدمات الحكومية الرقمية المتاحة عبر الشبكة، تمكّن المواطنين من معرفة حقوقهم، والاطلاع على المستجدات والمعلومات المهمة، والمنقذة للحياة أحيانًا، على سبيل المثال: معلومات ودعم للمواطنين النازحين في أعقاب الحرب، الحصول على تعويضات عن الممتلكات التي تدمّرت، الحصول على رخصة لإضافة منطقة محمية وما إلى ذلك. كل ذلك عن طريق الحاسوب وشبكة الإنترنت، دون حاجة للخروج من البيت أو التوجّه فعليًا لمكاتب استقبال الجمهور. بالتالي، من المهم التأكد من أن هذه المعلومات والخدمات الضرورية، بالذات في أوقات الطوارئ والحرب، ملاءَمة لجميع السكان ومتوفرة على المواقع الحكومية باللغة العربية أيضًا، وذلك بهدف زيادة استخدامها ورفع وعي المواطنين العرب حيال هذه الخدمات الضرورية.
لاحقا لنشر مؤشر إتاحة المعلومات والخدمات الحكومية للمجتمع العربي في شهر مارس 2023، والذي كشف أن 10% فقط من المعلومات والخدمات الحكومية متاحة بالعربية، ومن منطلق الفكرة بأن إتاحة واستخدام المعلومات والخدمات الحكومية الرقمية هو أمر أساسي في حياة المواطنين، خاصة في فترة الحرب وحالة الطوارئ، قام اتحاد الانترنت الإسرائيلي بفحص وقياس مدى ملائمة وإتاحة المعلومات والخدمات الحكومية الحيوية في ظل حالة الحرب بالنسبة للمجتمع العربي وبلغته الأم، العربية.
ماذا فحصنا؟
أجريَ الفحص في شهر كانون الثاني 2024، وشمل موقع الخدمات المعلومات الحكومي gov.il والمواقع والأنظمة ذات الصلة، التي تزوّد المعلومات والخدمات للمستخدمين خلال حرب "السيوف الحديدية". تم إعداد قائمة المواقع والأنظمة المختلفة بالاعتماد على عمليات بحث في موقع gov.il، في الموقع الوطني الموحد والمصادر الأخرى عبر الشبكة، بناءً على منشورات الحكومة والسلطات المختلفة.
طريقة الفحص
فحصنا مستوى الإتاحة للغة العربية في المواقع الحكومية، بما يتعلق بحرب "السيوف الحديدية". أجريَ الفحص بـ 3 أجزاء:
-
موقع gov.il – معلومات عن حرب "السيوف الحديدية"
تم فحص مستوى الإتاحة للغة العربية لكل صفحات الخدمات والمعلومات عبر موقع الخدمات والمعلومات الحكومي gov.il. تعتمد المعطيات على نتائج فحص عدد صفحات الإنترنت تحت عنوان "חרבות ברזל" باللغة العبرية المتوفرة على الموقع، مقارنةً بعددها باللغة العربية. المعطيات مقسّمة أيضًا بحسب فئات المعطيات المركزية في الموقع: خدمات، أخبار، نشرات، سياسة وأنظمة، أدلّة إرشادية ومعلومات.
-
مواقع سلطات الدولة والجهات الحكومية
تم فحص مدى إتاحة في موضوع "السيوف الحديدية" في كل واحدة من الوزارات والسلطات التالية: وزارة الصحة، سلطة الضرائب، منظومة السايبر، وزارة الرفاه والأمن الاجتماعي، وزارة العمل، وزارة الزراعة وتطوير القرية ووزارة الاتصالات. تم اختيار الوزارات والسلطات بناءً على توجيهات الموقع الوطني الموحد، الذي يركّز المعلومات للجمهور من كل الوزارات خلال فترة الحرب. هنا أيضًا، تم تقسيم المعطيات بحسب فئات المعطيات المركزية في الموقع.
-
خدمات وصفحات محددة وذات صلة بالحرب
بناءً على توجيهات "الموقع الوطني الموحد" ومصادر أخرى عبر الشبكة، من بين الصفحات والخدمات التي تم فحصها: نظام يوفال (יוב"ל) لمنظومة السايبر، الصفحات حول موضوع "السيوف الحديدية" على موقع بنك إسرائيل، موقع قيادة الجبهة الداخلية وغيرها. في كل واحد من المواقع والخدمات، تم الفحص ما إذا كان هناك شريط لغة، وما إذا كان الموقع يوفّر المضامين باللغة العربية أيضًا، وما إذا كانت هناك نسخة باللغة العربية للخدمة. في المواقع التي توفر فيها شريط لغة ومضامين باللغة العربية، فحصنا مدى الإتاحة للغة العربية، من خلال إجراء مقارنة كمّيّة للمضامين بين الموقع باللغة العربية والموقع باللغة العبرية.