مرشد للأهل في الشبكة: تصفّح مسؤول وآمن في الشبكات

تقدّم شبكة الإنترنت، للشباب والكبار على حدّ سواء، كم لانهائي من الفرص للمتعة الإيجابية، خلق علاقات اجتماعية ومحتوى غني – إلى جانب تحديات وتهديدات بأنواع مختلفة. على الرغم من أنّ تكنولوجيا الشبكة، والشبكات الاجتماعية بصفة خاصة، تشجّعان طريقة استخدام والانكشاف لمحتويات ذات طابع معين، فإن للمستخدم واختياراته تأثيرا حاسما على جودة وطريقة متعة المستخدم في الشبكة. الإنترنت بطبعه لا يؤدي إلى الإدمان أو الضرر، إذا كنّا نحسن استخدامه، بطريقة ذكية متوازنة وفعّالة. والأمر صحيح للجيل الشاب بصفة خاصة، حيث لا يمتلك المستخدمون بعد النضوج العاطفي والفكري لمواجهة محتويات وتفاعلات إشكالية تبرز بشكل خاص في الشبكات الاجتماعية، إضافة إلى المشكلة القائمة في تحديد الحدود الواضحة. لذلك هناك دور هام للأهل في تصميم وبلورة عادات تصفّح، واستهلاك المحتوى من قبل أولادهم في الشبكة. إذا كنّا نحدّد ونعرّف الحدود وطريقة استخدام ملائمة، ونتعرف على طبيعة وبرامج التطبيقات والشبكات الاجتماعية المختلفة، يمكننا الحدّ من تأثيراتها السلبية والاستمتاع من التجارب والقيمة الإيجابية التي تقدّمها لنا.

وفقا لبيانات اتحاد الإنترنت الإسرائيلي، فإنّ أكثر من نصف أبناء الشبيبة (فوق جيل 13) يقضون على الأقل 4 ساعات في اليوم أمام الشاشات، ومعظمهم يشيرون إلى أنّ هذا الرقم يرتفع في فصل الصيف بساعة إضافية أو اثنتين. %60 من الشباب يشيرون إلى أنّ استخدامهم الأساسي، هو تصفّح الشبكات الاجتماعية، لكن يشير نصفهم بأنّ أهلهم يتحدثون معهم، وعلى فترات متباعدة وربما لا يتحدثون معهم بتاتا، عن استخدام الشبكة، والمخاطر المرافقة لها. لا تزال هناك فجوة كبيرة بين حاجة الشباب في فترة المراهقة، للحصول على توجيه ومساعدة، وبين وعي الأهل وقدرتهم في مرافقة أولادهم ومساعدتهم في بلورة عادات تصفّح مناسبة. لسد هذه الفجوة، ومساعدة الأهل والأولاد في بلورة عادات تصفّح معقولة، مسؤولة وآمنة قدر الإمكان، ركزّنا لكم قائمة مع توصيات وتنبيهات مهمة.  تستند التوصيات على تعليمات الاتحاد الأمريكي لعلماء النفس، لاستخدام صحيح وصحيّ في الشبكات الاجتماعية لجيل الشباب، والذي نشر في أيّار 2023. مستند التوصيات الكامل متوفر هنا بالعبرية كذلك.

هكذا نساعد أبناء الشبيبة للاستمتاع بالإنترنت بصورة معقولة ومسؤولة

كونوا مشاركين – تعرّفوا على عادات التصفّح الرقمية لأولادكم:

  • مهم جدا أن نعرف أن جيل المراهقة هو فترة حساسة وهشّة بصفة خاصة، من حيث استخدام الشبكة، وبسبب زيادة الحاجة للمراقبة والتعزيز الإيجابي بدون قدرة متطورة للتحكم الذاتي البلوغ العاطفي، مهم جدا مرافقة وتقديم الاستشارة في هذا الجيل والإصغاء إليهم في حال تعرضوا لتجربة سلبية على الشبكة.

  • وضع حدود والحرص على المحادثة والتوجيه، حول طرق الاستخدام في الشبكات الاجتماعية في هذا الجيل، أمر في غاية الأهمية. قبل سن 14 هناك احتمال كبير جدا للتأثير على عادات استخدامهم في الشبكات، لكن مهم كذلك الحفاظ على حاجتهم وحقّهم في الخصوصية.

  •  يمكن المراقبة والتدخل في عادات تصفح الشباب بطرق ومسستويات متغيرة: ابتداء من محادثات يومية ثابتة ومشاركة المعلومات، مرورا بتعريف واضح لمدى الساعات، المواقع والشبكات التي يسمح تصفحها، وانتهاء بتركيب برنامج مراقبة للأهل التي تحذر من تصفّح مواقع ممنوعة، أو استلام رسائل غريبة.

تأكدوا من وجود ملاءمة بين الجيل ونمو أولادكم، وبين نوع المواقع والتطبيقات التي يستهلكونها:

  • الشبكات الاجتماعية والتطبيقات المعدة للكبار (على سبيل المثال الفيسبوك، الانستغرام والتويتر) خُططت وصُممت لتمديد وقت الاستخدام والتصفح، بطريقة لا تناسب قدرات الشباب العاطفية والفكرية، ومن شأنها أن تضرّ بهم، على مستوى المحتوى وكذلك على معدل وطريقة الاستخدام.
  • هناك تقييد للجيل، في معظم التطبيقات والشبكات الاجتماعية، وهو 13 عاما فما فوق، لكن الأولاد والشباب قادرون على إيجاد طرق للالتفاف حول هذا التقييد، والتطبيقات بطبيعتها غير قادرة دائما على تحديد جيلهم الحقيقي. مهم جدا الحرص على تقييد الجيل، وأن تكونوا مشاركين، وتحدّدوا جيدا ما هي التطبيقات التي يُمنع استخدامها. مواقع مثل يوتيوب مثلا، متاحة لكلّ متصفّح، لكن مهم جدا الانتباه للمحتوى الذي تقدمه للمستخدم الشاب، ومهم جدا استخدام برامج تصفية حسب الحاجة، والتي تحظر مواقع خطرة أو محتويات غير مرغوب بها.
  • مهم جدا التعرف على إعدادات الخصوصية والمحتوى الذي تقدّمه التطبيقات، وملاءمتها لجيل أولادكم. استثمروا وقتا في معرفة وتعلّم الإعدادات سوية مع أولادكم، ليفهموا معنى ما يقومون به على الشبكة. يمكن في معظم التطبيقات، تحديد وتغيير إعدادات مختلفة، مثل: مدة الاستخدام، نوع وعدد التحذيرات الظاهرة، تحديد وقت الاستخدام، مستوى الخصوصية للبروفايل، مشاركة المعلومات، وغيرها. 

شجّعوا أولادكم لاستخدام الشبكة بطريقة إيجابية وناجعة تشجّع على إقامة علاقات اجتماعية خارج الشبكة:

  • الإنترنت والشبكات الاجتماعية تحتوي على إمكانية جيدة لإنشاء علاقة اجتماعية صحية مع الأولاد وأبناء الشبيبة الآخرين. وهذا الأمر مهم جدا في حالات الوحدة، التوتر أو الخوف الاجتماعي.
  • استخدام صحيح واجتماعي في الشبكة من شأنه كذلك تشجيع وتعزيز الفعاليات الاجتماعية الناجعة في العالم الحقيقي كذلك. يجب تفضيل المشاركة في مجموعات مغلقة مع الأصحاب، أو فعاليات بمجموعات وصفحات تشجّع على الهوايات، أو فعاليات جسمانية في العالم الخارجي، أكثر من المحتوى الذي يشجّع على المقارنة الاجتماعية والاهتمام بالمظهر الخارجي.

قلّصوا قدر الإمكان تعرّض أولادكم لمحتوى سلبي، وتصرف ضارّ على الشبكات:

  • مهم جدا أن نعرف أنّ الانكشاف لتصرف غير ملائم أو ضارّ على الشبكة (مثل الضرر الشخصي، المسّ بالآخرين أو تشجيع اضطرابات الأكل) من شأنها أن تشجّع تصرفات مشابهة لدى أبناء الشبيبة المعرّضين لذلك، يفضّل معرفة واستخدام وسيلة تبليغ وغربلة محتوى لكلّ تطبيق، لمنع عرض محتوى مشابه لاحقا، من قبل الخورزميات.
  • مهم جدا تقديم الاستشارة وتوجيه الشباب للحظر والتلبيغ عن أي تصرف غير قانوني، أو غير مناسب ومقلق أو من شأنه أن يشجّع تصرفا ضارا أو غير صحيّ، والتحدث معهم حول ظواهر، مثل لغة الكراهية والبلطجة على الشبكة (مثل العنصرية والآراء المسبقة).
  • يفضّل تعليم مَنْ هم في طور البلوغ، كيفية ملاحظة العنصرية على الشبكة، وكيفية توجيه نقد للرسائل العنصرية. وفقا للأبحاث، فإنّ أبناء الشبيبة القادرين على توجيه نقد حول العنصرية، معرّضون للأزمة النفسية بدرجة أقلّ، عندما يشهدون أحداثا صادمة تتعلق بالعنصرية على الشبكة.

احرصوا على وجود مثال شخصي إيجابي، لاستخدام معقول ومسؤول للشاشات والشبكات في الحيز العائلي:

  • وفقا للأبحاث، المثال الشخصي فيما يتعلق باستخدام الشاشات والشبكات الاجتماعية (مثلا، استخدام خلال المحادثة مع أولادهم، شرودهم عن اهتمامات أخرى بسبب استخدام الشبكات الاجتماعية) من شأنها أن تؤثر على استخدام مَنْ هو في طور البلوغ للشبكات الاجتماعية
  • احرصوا على إبعاد الهواتف والشاشات المختلفة وقت التنزه العائلي، حدّدوا أوقاتا وأماكن، مثل الوجبات والتنزهات العائلية، الرحلات ومشاهدة جماعية للتلفزيون، وهي الأوقات التي لا تُستخدم فيها الشاشات.

كونوا يقظين لعلامات التحذير أو التعابير التي تشير إلى استخدام غير صحيّ وغير معقول للشبكات والشاشات:

  • هناك عدد من علامات التحذير المعروفة، التي يمكن أن تشير على أنّ الشباب يستخدمون الشبكات بطريقة إشكالية، بحيث تضرّ في أدائهم العادي والطبيعي.
  • انتبهوا لعلامات شائعة، مثل الميل لاستخدام الشبكات الاجتماعية حتى في الوقت الذي نرغب فيه بالتوقف، أو عندما يؤثر ذلك على أداء مهمات ضرورية، استثمار الجهود المفرطة لضمان إتاحة دائمة للشبكة، الرغبة الجامحة لاستخدام الشبكات الاجتماعية إضافة للوقت المحدد أو المسموح به، الأكاذيب او التضليل للحفاظ على الاتاحة للشبكة، الفقدان أو المسّ في العلاقات الجدية أو تنفيذ مهمات بسبب استخدام الشبكات الاجتماعية.
  • مهم بصفة خاصة: يجب التأكد أن استخدام الشبكات الاجتماعية لا يكون على حساب فعاليات اجتماعية وجاهية، ولا يساهم في الامتناع النفسي عن هذه الفعاليات الاجتماعية

احرصوا على أن يكون استخدام الشبكات الاجتماعية والشاشات، غير ضارّ بالصحة وبنشاطكم الجسماني:

  • حسب الأبحاث، على مَنْ هم في طور البلوغ، النوم 8 ساعات على الأقلّ في الليل، والحفاظ على نظام ثابت في النوم والاستيقاظ. تبين أنّ هناك علاقة بين اضطرابات النوم، وبين استخدام التكنولوجيا، خاصة لمدة ساعة واحدة قبل النوم، واستخدام الشبكات الاجتماعية بصفة خاصة. يُفضّل إخراج أجهزة الهواتف من غرفة النوم في الليل.
  • حددوا استخدام الشبكات الاجتماعية لغرض المقارنة الاجتماعية، خاصة حول محتوى متعلق بالجمال أو المظهر الخارجي. استخدام الشبكات الاجتماعية للمقارنات المتعلقة بالمظهر الجسدي، والانتباه المفرط للصور التي يتلقطها المستخدم أو الحصول على تقييم حول هذه الصور، تبيّن أنّ لها علاقة بالتصور الجسدي المتدني، اضطرابات الأكل وعلامات الاكتئاب، خاصة لدى الفتيات. 
  • استخدام مَنْ هم في طور البلوغ للشبكات الاجتماعية، يجب أن يكون بطريقة لا تضرّ، أو لا تقلّل من الاهتمام بالرياضة والنشاط الجسماني عموما. وفقا للأبحاث، النشاط الجسماني ضروري للصحة الجسدية والنفسية على حدّ سواء. واحرصوا على الموزانة بينهما.