ماذا من المهمّ فحصه عند تحويل المبادرة أو المصلحة التجاريّة إلى متجر إنترنتّي؟ ماذا عليكم أن تطلبوا من المختصّ المهني الذي ينشئ لكم المتجر؟ في المقال الذي أماكم، سنستعرض أهمّ 10 خطوات يجب عليكم الانتباه إليها.
في عصر يقوم فيه المزيد من الأشخاص بعمليّات الشراء عبر الإنترنت، والمتاجر الافتراضيّة عبر الإنترنت تهدّد أيضًا المصالح التجاريّة القديمة والمستقرّة مثل شبكات الأزياء، لا أحد يمكنه السماح للفرصة بأن تفوته. من يسرع لفتح متجر متطوّر وحديث، سيتمتّع بأفضليّة على المنافسين، ولحسن الحظّ هناك الكثير من المجالات التي ما زال فيها مستوى المنافسة منخفضًا.
إذًا، ما هي المراحل الأكثر أهميّة في إنشاء متجر إلكتروني؟
1 اتّخذوا القرار: أين سيعمل متجركم الإلكتروني؟
هل يجدر بكم فتح متجر مستقلّ كليًا أو استخدام منصّة مثل ebay أو أمازون؟ هذه هي المرحلة الأولى، وهي القرار الأهمّ الذي يجب عليكم اتّخاذه، لأنّه يرسم لكم عمليًا بقيّة المراحل من أجل تحويل متجركم الإلكتروني من حلم إلى واقع. إليكم بعض المعلومات المهمّة عن كلّ واحدة من الإمكانيّات:
الإمكانيّة الأولى: فتح متجر تحت مظلّة Amazon، Ebay وما شابه.
هذه الإمكانيّة ملائمة جدًا للمعنيّين بالسوق العالمي. دخل أمازون إلى السوق الإسرائيلي منذ فترة قصيرة، لكنّه لا يعتبَر لغاية الآن بديلًا جيدًا ونوعيًا للشراء داخل البلاد. الأفضليّة هنا هي أنّكم لا تتعاملون مع مسألة تطوير المنصّة. كما وهناك أفضليّة أخرى أيضًا وخاصّة بأمازون، وهي أنّه بإمكانكم بيع منتجات موجودة في مستودعات أمازون دون حاجة لتخزينها بأنفسكم… هذه الإمكانيّة تسمّىDrop Shipping. حاليًا، لا توجد مثل هذه المستودعات في إسرائيل.
الإمكانيّة الثانية: فتح متجر من خلال منصّة مستقلّة
في الماضي، كانت هناك القليل من المنصّات المستقلّة للمتاجر الإلكترونيّة في إسرائيل، وكان يمكن عدّها على أصابع اليد. اليوم، توسّع السوق بشكل مفاجئ، وهناك الكثير من الأنظمة من خارج البلاد، والتي تمّت ملاءَمتها للسوق الإسرائيلي وتُباع تحت ماركات إسرائيليّة.
ليست هناك حاجة دائمًا لاختيار أكثر الأنظمة تقدّمًا. على سبيل المثال، المتجر الذي يحتوي على 100 منتج في الكتالوج، والتي يمكن توزيعها على عشر صفحات، ليس بحاجة إلى بنى قويّة مثل الموقع الذي يحتوي على آلاف المنتجات في الكتالوج، والتي يفترض على المتصفّح التنقّل فيما بينها بسرعة دون أن يشعر ببطء النظام (عبر الأجهزة المحمولة أيضًا).
لا تختلف غالبيّة المنصّات عن بعضها البعض من حيث تعدّد الوظائف فيها فحسب، بل أيضًا من حيث القدرة على تطوريها في مرحلة لاحقة. بعض الشركات في السوق تعمل مع أنظمة خاصّة بها فقط، والبعض الآخر مع أنظمة ذات كود مفتوح، والتي أجريت لها ملاءَمة شخصيّة. ترويج المواضع أيضًا (SEO) يعتبَر عاملًا مهمًا – فمن المهمّ جدًا ترويج المتجر بشكل عضوي عبر موقع جوجل.
الأفضليّة الكبيرة التي تتمتّع بها الأنظمة ذات الكود المفتوح، هي أنّه بإمكان كل شركة ملمّة بالنظام ان تُجري عليه تغييرات، وبالتالي لن يشعر الزبون بالخوف من ارتباطه بشركة واحدة محدّدة فقط.
بالمقابل، للأنظمة المغلقة توجد أفضليّات أحيانًا. على سبيل المثال، الكثير من الشركات تتيح المجال لاستئجار المنصّة، إذ لا يمكن دائمًا إيجاد هذه الإمكانيّة في الأنظمة ذات الكود المفتوح (الكود المفتوح متوفّر لأيّ شخص). هناك زبائن يفضّلون عدم الالتزام.
بقيّة المراحل هنا ملائمة للإمكانيّة الثانية، كونها الإمكانيّة الأكثر ملاءَمةً اليوم برأيي (د.ز)
2 هناك اعتبار آخر – قرِّروا ما إذا كان من الأفضل لكم استخدام قالب جاهز أم متجر ملاءَم شخصيًا
مع دخول عدد كبير من المنصّات إلى السوق الإسرائيلي، يمكن أيضًا إيجاد المزيد من القوالب والتصميمات. وذلك بخلاف ما كان عليه في السابق، إذ استخدمت كلّ المتاجر آنذاك نفس القوالب الأساسيّة والمملّة، بين 3-2 قوالب، مع إجراء بعض التغييرات الطفيفة عليها.
يكمن الفرق طبعًا في السعر، وقد يكون هناك فرق شاسع، حتى وإن اخترتم نفس المنصّة في نفس الشركة. بعض الشركات تعرض في موقعها فقط المواقع المميّزة التي تحتاج إلى عمليّة تحديد مواصفات طويلة ومعقّدة (كما سنشرح لاحقًا)، لكن أحيانًا النسخة البسيطة هي التي ستخدمكم بشكل أفضل. على سبيل المثال، إذا كنتم تبيعون منتجات حصريّة وخاصة أو تحطّمون السوق، فإنّ التصميم سيكون أقلّ أهميّة بالنسبة لكم طالما أنّه جميل بما فيه الكفاية.
على أيّ حال، اطلبوا أن تكون لديكم إمكانيّة بأن تنتقلوا في المستقبل إلى قالب أساسي آخر، أو أن تنتقلوا إلى قالب أفضل، لأنّ المتطلّبات والمعايير عبر الإنترنت آخذة بالازدياد.
3 وإذا اخترت متجرًا بملاءَمة شخصيّة، وهو أكثر تعقيدًا؟
إذا اخترتم منصّة معقّدة نسبيًا وتصميمًا ملاءَمًا شخصيًا، يمكن الافتراض بأنّ إحدى المراحل المهمّة في إنشاء الموقع ستكون مرحلة تحديد المواصفات: في هذه المرحلة، يتمّ تقسيم الموقع إلى شاشات مختلفة، ويتمّ إنشاء تصميم كامل لكلّ شاشة ويجب عليكم المصادقة عليها. بعد مرحلة تصميم الشاشات، يتمّ تحويلها إلى شاشات تفاعليّة وربطها ببعضها البعض لتصبح موقعًا متكاملًا في سيرفر التطوير.
في هذه المرحلة تحديدًا، عليكم أن تكونوا يقظين: اسألوا عن كلّ التفاصيل وشاركوا في كلّ العمليّة قدر الإمكان. لا تدعوا الشركة تستولي على المشروع، ففي نهاية الأمر أسهل عليها أن تفعل الأشياء التي تعرفها، والتي لا تلائمكم بالضرورة. اتّفقوا مسبقًا مع المزوّد الذي اخترتموه على عدد الإمكانيّات المختلفة للتصميم الذي يقترحه عليكم، واتّفقوا مسبقًا أنّه قبل تقدّم المزوّد إلى تطبيق وتنفيذ إنشاء المتجر – يجب عليه الحصول على موافقتكم على هذه المرحلة
4 مهمّ: انتبهوا لموضوع المقاصة (وسيلة الدفع)، واختاروا إمكانيّة المقاصة الأكثر جدوى لكم
مجال المقاصة هو أكثر المجالات تعقيدًا في إنشاء المتجر الإلكتروني. السبب هو وجود عدد كبير من شركات المقاصة في السوق، ولكلّ منها رزمها الخاصّة. بشكل عام، يدور الحديث عن رسوم اشتراك شهريّة أو دفعة لمرّة واحدة + عمولات من كلّ صفقة.
لحسن الحظّ، من السهل نسبيًا المقارنة بين الشركات لأنّ العمولات أو الرزم تشمل بشكل عام عمولات شركة الائتمان أيضًا. وما لا يقلّ أهميّة، هو أن تفحصوا ما إذا كانت المنصّة التي اخترتموها لمتجركم الافتراضي تتماشى مع واجهة شركة المقاصة.
للدفع المباشر بواسطة بطاقات الائتمان، يجب إضافة إمكانيّة الدفع عبر Paypal، والذي يعتبَر اليوم إلزاميًا، إلّا أنّ عمولاته ليست بسيطة.
نلفت انتباهكم إلى بعض النقاط المهمّة عند اختيار شركة المقاصة:
- نقل البيانات بشكل مؤمّن واستخدام معيار PCI
- الارتباط بنظام خارجي – مثلًا نظام CRM، إدارة الفواتير وما شابه. في الدورات الماليّة الكبيرة للمصالح، يوجد في ذلك توفير كبير جدًا للوقت والمال – الانظمة الأوتوماتيكيّة هي المستقبل
- الخدمة – كما في أيّ مجال، الخدمة الجيّدة والردّ خلال وقت معقول هو أمر إلزامي
- إمكانيّات المقاصة – تأكّدوا من أنّ الشركة تقبل الدفع من كلّ شركات الائتمان. على سبيل المثال، هناك مزوّدون لا يتعاملون مع أميريكان إكسبرس و/أو داينرز.
- السعر – برأيي، يمكن المساومة على السعر قليلًا، بشرط أنّ بقيّة الشروط تتحقّق. أنا شخصيًا، لا أساوم على مسألة أمن البيانات على حساب السعر مثلًا.
5 احرصوا على أمن البيانات بشكل شامل
المصطلح الأشهر في مجال أمن المتاجر الإلكترونيّة عبر الإنترنت هو SSL أو "شهادة الأمن". هذا المعيار يضمن تشفير كلّ البيانات التي تُنقَل من متصفّح الزبون إلى سيرفر الموقع، بما في ذلك تفاصيل بطاقة الائتمان. يمكن شراء شهادة أمن خارجيّة، لكن هناك الكثير من شركات إنشاء المتاجر الإلكترونيّة تعرض هذه الإمكانيّة كجزء من عمليّة إنشاء المتجر.
لكن شهادة SSL لوحدها غير كافية، لأنّ نظام الموقع يحتوي على معلومات حسّاسة أخرى مثل تفاصيل الزبائن وكلمات المروة الخاصّة بهم، وبالطبع أيضًا كلمات المرور الخاصّة بكم لواجهة الإدارة والنظام.
لذلك، عليكم أن تطلبوا التشفير على مستوى البيانات أيضًا، والتأكّد من وجود نسخ احتياطي تلقائي على السيرفر نفسه، كما وعليكم طبعًا اختيار كلمات مرور صعبة الفكّ. إذا كان هناك موظّفون أو أشخاص آخرون قادرون على الوصول إلى البيانات، يجب إطلاعهم أيضًا على الأنظمة والقواعد في هذا الشأن.
6 انتبهوا أيضًا للدعم من حيث ترويج المواقع (SEO)
كما ذكرنا، المزيد من المصالح التجاريّة تنتقل للبيع عبر الإنترنت، ممّا يجعل هذه المنطقة أكثر اكتظاظًا. غالبيّة الأنظمة اليوم تتلاءَم مع كلّ الجوانب المهمّة المتعلّقة بترويج المواقع (SEO)، لكننا ننصح بالتعامل مع مروّج مواقع مرافق ودائم في مرحلة إنشاء المتجر، وذلك لعدم تفويت الفرصة لإضافة خصائص مفيدة إلى SEO.
إضافةً لذلك، من المهمّ ربط الموقع بأسرع ما يكون بكلّ الأدوات الخاصّة بجوجل، كي لا تفوتكم معلومات مهمّة.
يدور الحديث عن أدوات مهمّة لهذه العمليّة – جوجل أناليتكس وجوجل Search Console، إذ أنّ هذه الأدوات تمكّنكم من الحصول على معلومات هامة وضروريّة حول مصادر الحركة للموقع، عدد المتصفّحين الذين يزورون الموقع، أوقات البقاء في الموقع والعمليّات التي ينفّذونها في الموقع، إضافةَ إلى مراقبة أداء الموقع في البحث، الأخطاء، تقارير السرعة والكثير من المعلومات الأخرى.
7 تأكّدوا من الاتصال بنظام قائم في المتجر الفعلي
الكثير من المصالح التجاريّة التي تقوم بإنشاء متجر إلكتروني إضافةً للمتجر الفعلي، عليها أن تعتاد على العمل على النظامين في نفس الوقت. لكي تكون هذه المهمة سهلة وبسيطة قدر الإمكان، من المهمّ أن تتأكّدوا أنّ متجركم الافتراضي يتلاءَم مع نظام CRM أو ERP. أحيانًا، هناك حاجة للربط بين النظامين من خلال "واجهة للمبرمجين"، والمعروفة أيضًا باسم API. هذا العامل أيضًا يجب أن يظهر في مستند طلباتكم من الشركة التي تقوم بإنشاء المتجر الإلكتروني لكم، وإذا كنتم تقومون بإنشائه لوحدكم – تذكّروا أخذ ذلك بالحسبان.
غالبيّة المتاجر اليوم تعرف كيفيّة الاتّصال أيضًا بأنظمة المقاصة الإلكترونيّة، شركات الإرسال ومواقع مقارنة الأسعار.
8 تحقّقوا من مدى ملاءَمة الاستخدام للأجهزة المحمولة
تحدّثنا سابقًا عن ملاءَمة الاستخدام للأجهزة المحمولة، لكن تجدر الإشارة إلى أنّ هناك فرقًا بين الموقع الملائم للأجهزة المحمولة وبين الموقع الذي يوفّر تجربة استخدام (UX) جيّدة عبر الأجهزة المحمولة. على سبيل المثال، إذا استغرقت عمليّة النزول في الصفحة عشرين ثانية من أجل الوصول إلى قائمة المنتجات، على ما يبدو هناك خلل ما في التصميم. التصميم الذي لا يكون الأمثل، يؤدّي إلى نسبة خروج عالية من الموقع، وبالتالي إلى فقدان نسبة التحويل الاحتمالية.
هناك الكثير من الطرق لتوفير تجربة استخدام جيّدة، لكن هناك أنظمة تمكّنكم من التحكّم بكيفيّة عرض الموقع على الجهاز المحمول، ولا تكتفي فقط بالملاءَمة التلقائيّة من قالب الحاسوب إلى قالب الجهاز المحمول. تأكّدوا من الشركة أنّها تقوم بملاءَمة الموقع بالشكل الأفضل والأمثل للأجهزة المحمولة.
9 التعامل مع المنتجات
أصحاب المتاجر الذين يقومون ببيع آلاف المنتجات عبر الموقع، قد يكتشفون أنّ هذه المهمّة ليست سهلة، لذلك يجب أن تتوفّر في المتجر إمكانيّة مريحة لاستيراد المنتجات من نظام خارجي.
الإمكانيّة الأشهر لاستيراد المنتجات هي من خلال ملفّ صفحة إلكترونيّة تحتوي على كلّ الخانات الملائمة وذات الصلة. الصيغة التي تتلاءَم مع كلّ متجر تقريبًا هي صيغة CSV، والتي يمكن حفظها داخل برنامج إكسل، أو داخل صفحة جوجل الإلكترونيّة وما شابه.
هذا الملفّ يحتوي على خانات ملائمة وذات صلة، مع تفاصيل كلّ منتج، مثلًا:
- اسم المنتج
- السعر
- المنتِج
- وصف المنتج
- العنوان (لجوجل)
- تفاصيل إضافيّة إذا لزم الأمر (الحجم، اللون وما شابه)
إضافةً لذلك، من المفضّل تجهيز المعلومات عن المنتجات لـ Merchant Center الخاصّ بجوجل. هذه الإمكانيّة تتيح لكم المجال في المستقبل من إطلاق حملة ترويج مموَّلة للمنتجات المتوفّرة في المتجر من خلال إعلانات مميّزة في Google Shopping.
بما أنّ هذه الصيغة جديدة نسبيًا اليوم، فهي لا تتلاءَم مع كلّ المتاجر (أحيانًا يدور الحديث عن برنامج مساعد – بلاغ إن – يجب تثبيته)، لذلك، من المفضّل استشارة مختصّ مسبقًا في هذا الشأن.
بالنجاح!