Bring back home all the hostages

موصولون لكن غير متساوين

ملخص التقرير

يعرض هذا البحث نتائج من استطلاع شامل والأول من نوعه، الذي أجريَ على عينة تمثيلية من المجتمع العربي في إسرائيل (714=N)، واختبَر إتاحة البنى التحتية للإنترنت والأجهزة الرقمية، مستوى المهارات واستخدامات شبكة الإنترنت، بالإضافة إلى التعرّض للتهديدات السيبرانية والأذى عبر الشبكة. من خلال النتائج، يهدف البحث إلى فحص المستويات الثلاثة للفجوة الرقمية في المجتمع الإسرائيلي بشكل معمّق، من مختلف جوانبها وتأثيراتها على هذه الشريحة السكانية وعلى المجتمع الإسرائيلي عمومًا.

1. إتاحة الشبكة والملكية على الأجهزة التكنولوجية

على المستوى الأول، تشير نتائج البحث إلى وجود فجوات كبيرة في البنى التحتية للإنترنت، والملكية على الأجهزة الرقمية في المجتمع العربي.
الاتصال بالإنترنت: %63 من المجيبين متصلون بالإنترنت باتصال سلكي (مقابل %44 في المجتمع اليهودي)، و-%7 فقط متصلون بالألياف الضوئية التي تتيح إمكانية التصفح السريع والمستقر (مقابل %41 في المجتمع اليهودي). ما يقارب ربع المجيبين يعتمدون على الاتصال الخلوي فقط، وهو بطيء ومحدود أكثر. هذه الفجوة بارزة تحديدًا في النقب، حيث أن %2 فقط من المجيبين هناك متصلون بالألياف الضوئية و-%42 باتصال خلوي.

الملكية على الأجهزة الطرفية: تظهِر نتائج البحث في هذا الموضوع صورة مختلطة. من جهة، الفجوة في إمكانية الوصول إلى الشبكة قد تقلّصت بفضل تعدُّد المجيبين الذين يملكون هاتفًا ذكيًا – %93 من المجيبين العرب يملكون هاتفًا ذكيًا (سمارتفون)، مقارنةً بـ %95 من المجتمع اليهودي. من جهة أخرى، ما زالت هناك فجوات في الملكية على الأجهزة التي تتيح إمكانية الاستخدام المتنوع والأكثر تقدمًا للشبكة، كالحواسيب مثلًا. %71 من المجيبين العرب يملكون حاسوبًا نقالًا، و-%28 فقط يملكون حاسوبًا مكتبيًا، مقابل %83 و-%61 بالتلاؤم في المجتمع اليهودي.
أظهرَ البحث أيضًا أن هناك علاقة بين مستويات الدراسة والدخل الأعلى وبين ملكية الحواسيب. المجيبون المقتدرون نسبيًا يملكون الحواسيب ويستفيدون من أفضلياتها وميزاتها، في حين أن إمكانية الوصول للحواسيب لدى المجيبين أصحاب الدخل والمستوى الدراسة المخفضَين، محدودة أكثر.

جودة الاتصال بالإنترنت: %27.5 من المجيبين يتصفحون الإنترنت بسرعة 40 ميجا أو أكثر، وما يقارب %30 أشاروا إلى أنهم لا يتذكرون/لا يعرفون سرعة التصفّح لديهم. هذا يعني أن أكثر من %40 من المجيبين العرب يتصفحون الإنترنت بسرعة تُعتبَر اليوم منخفضة، حتى مقارنةً مع الوضع القائم في إسرائيل. سرعة التصفح المنخفضة تحدّ من قدرة المتصفح على الاستخدامات المتقدمة بالشبكة (مثل التعلّم والعمل عن بُعد).

2. الإلمام الرقمي (القدرات والمهارات الرقمية)

على المستوى الثاني، تشير نتائج البحث إلى وجود فجوة في قدرات ومهارات السكان العرب من حيث استخدام الذكي والناجع لشبكة الإنترنت، مقارنةً بالسكان اليهود. تنعكس هذه الفجوة في عدة جوانب:

أ. وتيرة وطبيعة الاستخدام: غالبية المجيبين (%81) يستخدمون شبكة الإنترنت بالأساس لتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، مقابل نِسَب أصغر من الاستخدامات المتقدمة مثل البحث عن معلومات (%68)، الخدمات البنكية (%67) والتعليم (%37). نِسَب الاستخدام هذه منخفضة أيضًا بالمقارن مع السكان اليهود.

ب. معدل زمن التصفح: يقضي المجيبون العرب بالمعدل 3.7 ساعات في اليوم عبر الشبكة، مقارنةً بـ 7 ساعات بالمعدل في المجتمع العام. قد تشير هذه الفجوة إلى وجود نقص في القدرات والمهارات المطلوبة من أجل توظيف إمكانات الإنترنت لاحتياجات مختلفة ومتنوعة.

جـ. استخدام البريد الإلكتروني: %31 من المجيبين العرب لا يملكون عنوان بريد إلكتروني نشط، أو أنهم لا يستخدمونه. البريد الإلكتروني هو وسيلة اتصال أساسية وشائعة، وضرورية للأداء الأمثل في العالم الرقمي اليوم، حيث أن عدم وجوده قد يشير إلى صعوبة في إتمام المهام والإجراءات الأساسية عبر سبطة الإنترنت.

د. التطبيقات والأدوات الرقمية: اختبَر الاستطلاع أيضًا استخدامات المجيبين الأساسية للإنترنت، والتطبيقات والأدوات الرقمية المركزية التي يتم استخدامها. أظهرَت النتائج أن التطبيق الأكثر شيوعًا لدى المجيبين هو تطبيق الرسائل الفورية واتساب، الذي يستخدمه %93 من المجيبين. بقيّة التطبيقات الشائعة هي يوتيوب (%78 من المجيبين يستخدمونها)، محركات البحث مثل جوجل (%74)، فيسبوك (%69)، إنستغرام (%64) وتيك توك (%63). كما وتبيّنَ أيضًا أن الشباب (بأعمار 34-18) يستخدمون الشبكات مثل إنستغرام، تيك توك وسناب تشات أكثر من الكبار (بأعمار 35 فما فوق).

3. الفوائد والفرص من استخدام شبكة الإنترنت

المستوى الثالث للفجوة الرقمية يتطرق إلى الفوائد، الأفضليات والفرص التي يمكن استخلاصها من استخدام التكنولوجيا الرقمية. في هذا السياق، تشير نتائج البحث إلى وجود فجوات بين شريحة السكان العرب والسكان اليهود في إسرائيل، حيث يواجه مستخدمو الإنترنت العرب صعوبة أكثر من اليهود في ترجمة الوصول إلى الإنترنت واستخدامه إلى جدوى وفائدة ملموسة في حياتهم.
ينعكس ذلك في مختلف المجالات التي تم فحصها في الاستطلاع:

  1. الخدمات الحكومية الإلكترونية: %49 فقط من المجيبين العرب صرّحوا بأنهم يستخدمون الإنترنت بهدف الحصول على معلومات وخدمات من سلطات الدولة، مقابل نسبة أكبر بكثير لدى الجمهور اليهودي. هذا يعني أن الكثير من المستخدمين العرب يفوّتون فرصة الاستفادة من أفضليات الخدمات الحكومية الرقمية المتاحة والمتوفرة، ويضطرون للاعتماد على قنوات الخدمة الأخرى – الفعلية غالبًا – من أجل تحصيل حقوقهم.
  2. المعلومات الطبية والخدمات الطبية: %63 من العرب يستخدمون الإنترنت لغرض الحصول على معلومات وخدمات في مجال الطب، مقابل نسب أعلى لدى اليهود. في عصر "الصحة الرقمية"، قد تضرّ هذه الفجوة في إمكانية وصول المواطنين العرب إلى الخدمات الصحية الحيوية وللمعلومات الصحية الموثوقة.
  3. التجارة والخدمات البنكية: %51 من المجيبين يُجرون المشتريات عبر الإنترنت و-%53 يدفعون الفواتير بشكل إلكتروني، في حين أن النسبة في المجتمع اليهودي أعلى بكثير. أي أن الكثير من المواطنين العرب ما زالوا لا يستفيدون من الراحة والنجاعة الكامنة في الاستهلاك وإتمام النشاط المالي عبر الإنترنت.
  4. الدراسة والتعليم: %37 من المجيبين العرب يستخدمون الإنترنت للتعلّم، مقابل نسب أعلى في المجتمع اليهودي. في عصر التعليم الإلكتروني، قد تؤدي هذه الفجوة إلى تقليص إمكانية وصول العرب إلى فرص التعليم والتطوير الشخصي المتوفرة عبر شبكة الإنترنت.

التعرُّض للأذى على أنواعه عبر شبكة الإنترنت

اختبرَ البحث أيضًا مدى تعرُّض السكان العرب إلى المخاطر والأذى على أنواعه عبر شبكة الإنترنت. بحسب النتائج، %19 من المجيبين وقعوا ضحية احتيالات التصيُّد (Phishing)، و-%18 تضرّروا من الفيروسات أو تعرّضوا لمحاولات اختراق لحساباتهم، و-%11 عانوا من عمليات الانتحال أو سرقة الهوية عبر الإنترنت. هذه النسب عالية بالمقارنة مع نسبة المتضررين المصرّح فيها من قِبل المجتمع اليهودي. أكثر من نصف المجيبين صرحوا أنه في حال تعرّضهم للأذى، سيتوجهون إلى شرطة إسرائيل. بالمقابل، %20 لم يعرفوا بتاتًا لمن يمكنهم التوجه في حال التعرُّض للأذى، أو أنهم ادّعوا أنهم لن يبلغوا عنهم لأي جهة.

يتبيّن من النتائج أن هذه الفجوات في التعرُّض للأذى على أنواعه، مرتبطة أيضًا بمستوى المهارات الرقمية المنخفض نسبيًا لدى السكان العرب. عدم وجود الوعي والمعرفة الكافية حيال مخاطر الإنترنت، إلى جانب النقص في المهارات المرتبطة بأمن المعلومات والخصوصية، تجعل المستخدمين العرب أكثر عرضةً للاستغلال والأذى.