Bring back home all the hostages

موصولون لكن غير متساوين

جـ. مراجعة الأدبيات والمعطيات السابقة وفقًا لمستويات الفجوة الرقمية الثلاثة

يستعرض هذا الجزء الوضع الحالي في المجتمع العربي في إسرائيل، كما ينعكس في المعطيات السابقة، وفقًا لمستويات الفجوة الرقمية الثلاثة. بشكل عام، صورة الوضع التي تتّضح من الأبحاث السابقة، تشير إلى وجود فجوة رقمية مستقرة بين السكان العرب واليهود في إسرائيل (גנאים, 2018;Mesh et al., 2013; Schejter et al., 2017; Schejter & Tirosh, 2016). بالرغم من حدوث تغييرات معينة في مميزات الفجوة على مر السنوات، إلا أن الصورة العامة لم تتغير (Dorot, 2021). خاسبر وسواعد (חספר וסואעד, 2024) يشيران إلى أن سلطات الدولة تدرك هذا الوضع منذ سنوات عديدة، لكنها تتعامل معه كحقيقة موجودة، بالرغم من أنها تعترف بأن فجوات الإتاحة هذه تساهم في تفاقُم عدم المساواة في كثير من المجالات.

ليسيتسا وليف-أون (Lissitsa & Lev-On, 2014) وجدا أن الفجوة بين اليهود والعرب من حيث الإتاحة للإنترنت، قد تقلّصت بشكل كبير بين السنوات 2010–2014. تبيّن في بحث آخر أن هناك عوامل مختلفة – ومن ضمنها المستوى الدراسي، مستوى الدخل، الجيل ودرجة التديُّن – تؤثر على أنماط استخدام الشبكة لدى السكان العرب في إسرائيل، وتؤثر على الفجوة بينهم وبين السكان اليهود الأغلبية (Schejter et al., 2017). تشير الأبحاث الجديدة إلى وجود تغيير إضافي في مميزات الفجوة في السنوات الأخيرة، وتبيّن أن فجوة الإتاحة قد تقلّصت وأن الفجوة الرئيسية اليوم تبرز بالأساس في المستويين الثاني والثالث. تقلّصت فجوات الإتاحة بالأساس بسبب دخول الهواتف الذكية بشكل مكثف (איגוד האינטרנט הישראלי, 2023א; גנאים, 2018)، لكن من الجدير بالذكر أن الفجوات في الاتصال بالإنترنت عن طريق الحاسوب، ممّا يتيح المجال لاستخدام الشبكة على نطاق أوسع، بقيت مستقرة.[1]

الفجوة الرقمية بين السكان العرب والسكان اليهود برزت بشكل كبير خلال فترة جائحة الكورونا (2020–2022). الإغلاقات الثلاثة التي فُرِضت خلال جائحة الكورونا أدت إلى انتقال الكثيرين في إسرائيل والعالم للعمل والتعلّم من البيت – أنشطة تتطلّب من الشخص المشارك فيها أن يكون متصلًا بشبكة الإنترنت (اتصال وجهاز طرفي)، ومهارات ملائمة. لكن في المجتمع العربي، واجه الكثيرون صعوبة بالقيام بذلك، سواءً لعدم توفُّر اتصال متاح للإنترنت، أو عدم وجود جهاز طرفي، أو المهارات المطلوبة لاستخدامها، أو الثلاثة معًا. بحسب كليشر وآخرين (2022)، هذه الصعوبة كشفت الستار عن المستوى المنخفض في جهاز التربية والتعليم العربي، في كل ما يتعلق بالتدريس والتعلم الرقمي. جائحة الكورونا زادت الفجوات بين السكان اليهود والعرب من عدة جوانب، حيث أن مدارس كثيرة لم تتمكّن من ممارسة روتين التعليم عن بُعد بشكل سليم، وتضرّرَ دخل عمّال المجالات الحرفية الذي تطلّبَ عملهم الخروج من البيت، والمعلومات الطبية حول الجائحة باللغة العربية كانت جزئية فقط.

جـ.1 المستوى الأول للفجوة الرقمية: قدرة الاتصال بشبكة الإنترنت والوصول إلى الأجهزة الطرفية

وفقًا لتقرير الخبير الاقتصادي الرئيسي في وزارة المالية، الذي اعتمد على معطيات استطلاع مصروفات العائلة الي أجرته دائرة الإحصاء المركزية عام 2018، واختبرَ قدرة الطلاب على التعلّم عن بُعد في فترة الكورونا، تبيّن أن %38 من الطلاب العرب لم يتوفّر لديهم اتصال متاح بالإنترنت، و-%26 لم تكن لديهم إمكانية الوصول إلى حاسوب، و-%23 لم تكن لديهن إمكانية الوصول لحاسوب وإنترنت. وذلك مقارنةً مع %8 من السكان اليهود غير الحريديم الذين لم يكن لديهم اتصال متاح بالإنترنت، %6 بدون إمكانية وصول للحاسوب، و-%2 فقط بدون إمكانية وصول لحاسوب وإنترنت (בתוך: וייסבלאי, 2021). بشكل مشابه، وجدَت غنايم (גנאים, 2018) أن هناك فجوة بين المجتمع العربي والمجتمع اليهودي من حيث الإتاحة للحاسوب، وبالتالي الإتاحة للإنترنت أيضًا من الحاسوب: عندما أجري البحث، فقط لما يقارب%50 من المجتمع العربي كانت هناك إتاحة للإنترنت من الحاسوب، مقابل %80 تقريبًا في المجتمع اليهودي. تشير هذه المعطيات أيضًا إلى وجود فجوة كبيرة بين المجتمع اليهودي والمجتمع العربي، لصالح الأوّل. كما وأشار بحث آخر  (תחאוכו ואח', 2021) إلى أن نحو ثلث السكان العرب لا يملكون اتصالًا بيتيًا للإنترنت.

في إسرائيل، يمكن الاتصال اليوم بالإنترنت بعدة طرق: بواسطة اتصال سلكي عادي (عن طريق خط الهاتف)، بواسطة الألياف الضوئية أو بواسطة الاتصال الخلوي )عن طريق الهاتف الذكي أو نت-ستيك – مودم نقال). بشكل عام، الاتصال السلكي العادي هو أقل جودة من الاتصال عن طريق الألياف الضوئية، وسرعة وجودة التصفح التي يوفّرها هي أقل، ممّا يؤثر على استخدامات الشبكة المختلفة من قِبل المتصفح (Du et al., 2014). تحسين الاتصال الخلوي يتغير وفقًا لجودة الإرسال الخلوي في المنطقة، كثافة الهوائيات الخلوية وجودة التصفح التي توفرها (Abu-Kaf et al., 2019).

وفقًا لمعطيات اتّحاد الإنترنت (2023א)، حتى نهاية عام 2023، كان معظم السكان العرب في إسرائيل متصلين بالإنترنت البيتي عن طريق الاتصال السلكي الهاتفي (%45) أو الكوابل )%21)، بينما في المجتمع اليهودي %22 من السكات متصلون باتصال سلكي و-%22 متصلون عن طريق الكوابل. %11 من المجيبين العرب متصلون عن طريق الألياف البصرية (%41 في المجتمع اليهودي)، و-%18 لم يعرفوا الإجابة (%11 في المجتمع اليهودي). تشير هذه المعطيات إلى وجود فجوة بين المجتمع اليهودي والمجتمع العربي من حيث جودة الاتصال، لصالح الأوّل.

مخطط 1. الفوارق في نوع الاتصال بالإنترنت بين المجتمع العربي (من اليمين) والمجتمع اليهودي (من اليسار)

مخطط 1. الفوارق في نوع الاتصال بالإنترنت بين المجتمع العربي (من اليمين) والمجتمع اليهودي (من اليسار)

كما ويتبين من معطيات اتّحاد الإنترنت لعام 2023 أن %33 من المواطنين العرب متصلون بالإنترنت عن طريق شركة بيزك بينلؤومي (%22 في المجتمع اليهودي)، %13 متصلون عن طريق بارتنر (%21 في المجتمع اليهودي)
و-%13 عن طريق سلكوم (نفس النسبة في المجتمع اليهودي). %12 أجابوا أنهم متصلون بالإنترنت عن طريق هوت نِت (%24 في المجتمع اليهودي) و-%8 أجابوا أنهم متصلون عن طريق بيليفون (%2 في المجتمع اليهودي). %5 قالوا إنهم متصلون عن طريق مزوّد آخر. توزّعت بقية الإجابات ما بين إكسفون (%3 في المجتمع العربي و-%2 في المجتمع اليهودي)، نتفيجن (%2 في المجتمع اليهودي والعربي)، سمايل (%2 في المجتمع العربي و-%1 في المجتمع اليهودي)، تريبل سي (%1، نفس المعطى في المجتمع اليهودي) وجولان تيليكوم (%1، نفس المعطة في المجتمع اليهودي).[2]

مخطط 2. مزود الإنترنت البيتي الأساسي في المجتمع العربي واليهودي

مخطط 2. مزود الإنترنت البيتي الأساسي في المجتمع العربي واليهودي

إضافةً لذلك، تشير معطيات اتّحاد الإنترنت (שטגמן ואח', 2023) إلى أن معظم السكان في إسرائيل راضون عن جودة الاتصال البيتي بالإنترنت من حيث سرعة التصفح وعدم وجود انقطاعات عن الشبكة: %53 أجابوا أنهم راضون أو راضون جدًا؛ %30 كانوا راضين جزئيًا؛ و-%15 لم يكونوا راضين أو لم يكونوا راضين كثيرًا. بالمقابل، %51 من المجيبين من المجتمع العربي لم يكونوا راضين عن جودة التصفح في بيتهم. حظيت بيليفون وسمايل 012 على أعلى تقييم لمدى الرضى من قِبل السكان اليهود، بينما حظيت الشركتان على تقييم منخفض نسبيًا من قِبل السكان العرب. بالمقابل، مدى الرضى عن شركة نتفيجن في المجتمع العربي عالٍ جدًا، مقابل تقييم منخفض نسبيًا في المجتمع اليهودي.

مخطط 3: مدى الرضا عن جودة الإنترنت البيتي في المجتمع العربي

مخطط 3: مدى الرضا عن جودة الإنترنت البيتي في المجتمع العربي

عند تقسيم جميع السكان بحسب نوع الاتصال، %70 من المتصلين بالإنترنت عن طريق الألياف الضوئية و-%44 من المتصلين بالإنترنت باتصال سلكي عادي، أشاروا إلى أنهم راضون عن جودة الاتصال. في المجتمع العربي، المعطيات مشابهة: %64 و-%42 بالتلاؤم. مع ذلك، عند التقسيم إلى مناطق جغرافية، تبيّن أن هناك اختلافًا بارزًا بين أنحاء البلاد المختلفة، حيث أن معظم العرب سكان النقب أبدوا رضاهم المنخفض عن جودة الاتصال في بيتهم، و-%22 فقط أجابوا أنهم راضون عن جودة الاتصال. في مناطق أخرى، مدى رضى المواطنين العرب كان أعلى: %51 من المجيبين في لواء حيفا أجابوا أنهم راضون عن جودة الاتصال، وكذلك أيضًا %49 من المجيبين في لواء الشمال، و-%39 في لواء المركز (שטגמן ואח', 2023). تجدر الإشارة إلى أن الفجوة من حيث إمكانية الوصول للإنترنت بين الشريحة السكانية العامة وبين البدو، أعلى من الفجوة بينها وبين المجتمع العربي عمومًا: في البلدات البدوية المعترف بها في النقب مثلًا، تبلغ نسبة العائلات المتصلة بالإنترنت %34 فقط، مقابل %78 في كل المجتمع الإسرائيلي (Abu Kaf et al., 2019).

البلدات غير المعترف بها[3] غير متصلة بالبنى التحتية الأساسية، وبالتالي تعتمد على الاتصال الخلوي فقط. مع ذلك، في حين أن الأغلبية المطلقة من سكان إسرائيل تستخدم تكنولوجيا 4G المتقدمة، في الكثير من البلدات العربية هناك إمكانية وصول فقط لتكنولوجيا 3G، والتي لا تتيح المجال للاستخدام المتقدم لشبكة الإنترنت، حتى لو كانت جودة الاتصال جيدة (Abu Kaf et al., 2019). يعاني المواطنون البدو من فجوة مزدوجة: بينهم وبين سائر المجتمع العربي، وبينهم وبين المجتمع اليهودي.

مزود الخدمات الخلوية الرائد في المجتمع العربي في إسرائيل (איגוד האינטרנט, 2023א) هو شركة بارتنر (%27، نفس المعطى في المجتمع اليهودي). الشركات الأخرى التي تليها  هي سلكوم (%25، %19 في المجتمع اليهودي)، هوت موبايل (%20، %16 في المجتمع اليهودي)، بيليفون (%15، نفس المعطى في المجتمع اليهودي)، إكسفون (%3، نفس المعطى في المجتمع اليهودي) وجولان تيليكوم (%3، %9 في المجتمع اليهودي). بقية المجيبين قالوا إنهم متصلون عن طريق مزوّد آخر (%3) أو أنهم لا يعرفون (%2). في المجتمع الإسرائيلي العام، مزودة الخدمات الخلوية الأساسية هي شركة بارتنر (%27)، تليها سلكوم (%20)، هوت موبايل (%17)، بيليفون (%15)، جولان تيليكوم (%8) وإكسفون (%3). بقية المجيبين قالوا إنهم متصلون عن طريق مزوّد آخر (%9، %10 في المجتمع اليهودي) أو أنهم لا يعرفون (%2، %1 في المجتمع اليهودي). لم يتم العثور على معطيات حول مدى رضى مستخدمي الشبكات الخلوية.

الملكية على الأجهزة الطرفية

يتبيّن من معطيات اتّحاد الإنترنت (2023א) أن غالبية العائلات في المجتمع العربي في إسرائيل، تملك أكثر من جهاز طرفي واحد، وأكثر من نوع جهاز. يملك %93 من المجيبين هاتفًا ذكيًا (%97 في المجتمع اليهودي)، %73 يملكون حاسوبًا نقالًا (%83 في المجتمع اليهودي)، %51 يملكون تلفزيون ذكيًا (%59 في المجتمع اليهودي)، %41 يملكون جهاز تابلت (%42 في المجتمع اليهودي)، و-%38 لديهم حاسوب مكتبي (%61 في المجتمع اليهودي). تبيّنَ من استطلاع أجريَ على 574 مشتركًا من المجتمع العربي (جمال وكوكبين، 2020)، أن معظم المجيبين (%85.6) يملكون هاتفًا ذكيًا، %41.3 يملكون حاسوبًا نقالًا، %36.3 يملكون حاسوبًا مكتبيًا، و-%29.9 يملكون جهاز تابلت. تشير أبحاث جديدة إلى أن الهاتف الذكي هو الأداة الأساسية التي يتصّل السكان الإسرائيليون عن طريقها بشبكة الإنترنت: %95 من الجمهور اليهودي و-%93 من الجمهور العربي يستخدمونه للاتصال بالإنترنت (איגוד האינטרנט הישראלי, 2023א).

مع ذلك، ما زالت هناك فجوة بين المجتمعين من حيث الاتصال بالإنترنت عن طريق الحاسوب: %82 من الجمهور اليهودي يستخدم الإنترنت من الحاسوب النقال، مقابل %73 من الجمهور العربي؛ %59 من اليهود أجابوا أنهم يتصفحون الإنترنت من حاسوب مكتبي، مقابل %36 فقط من العرب؛ %59 من السكان اليهود يتصلون بالإنترنت عن طريق تلفزيون ذكي، مقابل %51 من السكان العرب؛ و-%40 من الجمهور اليهودي يستخدم جهاز التابلت مقابل %41 من الجمهور العربي (איגוד האינטרנט הישראלי, 2023א). في هذا الموضوع، يجدر تسليط الضوء على مستوى آخر من الفجوة – الفوارق من حيث الوصول إلى المادة(Material Access)، حيث أن الوصول إلى الإنترنت لوحده لا يضمن استخدامه بالشكل الأمثل. نظرًا للوتيرة السريعة التي تتغير وتتجدد فيها التكنولوجيا والتنوع الكبير في الأجهزة المتوفرة للجمهور الواسع، قد تحدُث فجوات من حيث توفُّر الأجهزة الجديدة، التي تتيح المجال لاستخدامات وفرص متقدمة أكثر (van Deursen & van Dijk, 2019).

جـ.2 المستوى الثاني للفجوة الرقمية: الإلمام الرقمي (قدرات ومهارات الفرد)

المستوى الثاني للفجوة الرقمية (Second level digital divide) يتمحور حول مهارات الفرد الرقمية، والتي تؤثر بشكل مباشر على قدرته على استعمال الإنترنت لاحتياجاته، والاستفادة القصوى من المعلومات المتوفرة عبر الشبكة. نتائج PIACC – امتحان دولي من منظمة الـ OECD، والذي يختبر مستوى المهارات الرقمية كما ينعكس في حل المسائل في بيئة رقمية – أظهرت أنه في إسرائيل هناك فجوة كبيرة في المهارات الرقمية بين السكان اليهود غير الحريديم وبين السكان العرب. هذه الفجوة وضعت إسرائيل في المكان الأول في توزيع العلامات بين الدول التي شاركت في الامتحان. أظهرت النتائج أن %13 فقط من السكان العرب في إسرائيل، لديهم مستوى مهارات رقمية متوسط حتى عالٍ. أيّ أن %87 من السكان العرب في أعمار العمل الأساسية، لا يملكون القدرات الرقمية الكافية للمشاركة الفعالة في الحياة المعاصرة في الدولة (תחאוכו ואח', 2021).

كما وتبيّنت صرة مشابهة في استطلاع مهارات كبار السن في إسرائيل (הלשכה המרכזית לסטטיסטיקה, 2016). الاستطلاع، الذي اختبرَ مستوى المهارات الرقمية، أظهر أن نسبة الأشخاص الذين يفتقرون إلى المهارات الرقمية في إسرائيل أقلّ بقليل من معدل الـ OECD (%14.3 مقابل %15.5). مع ذلك، لدى السكان العرب، نسبة الأشخاص الذين يفتقرون إلى المهارات الرقمية كانت عالية جدًا نسبيًا بالمقارنة مع السكان اليهود (%33.9 مقابل %9.3). هذه الفجوة موجودة في كلّ الفئات العمرية (גולדשמידט, 2020).

أظهر بحث أجراه اتّحاد الإنترنت الإسرائيلي (2020א) أن أنماط استخدام المجتمع العربي للإنترنت تنطوي على استخدام مقلّص للإنترنت في مكان العمل، استخدام زائد للشبكات الاجتماعية لاحتياجات اجتماعية والحصول على معلومات، واستخدام مقلّص للخدمات الرقمية. هذه الأنماط تشير إلى وجود مهارات رقمية أساسية، لكنها لا تساعد في التطوير المهني أو تحسين جودة الحياة (الصحة، الاستهلاك، المواطنة الفعالة). تتلاءَم هذه النتائج مع أبحاث سابقة عن أماط استخدام شبكة الإنترنت لدى الفئات السكانية التي لديها مستوى مهارات رقمية منخفض (Hargittai & Hinnant, 2008; van Deursen & van Dijk, 2019).

حجم تصفح الشبكة: لا نملك معلومات محدّثة حول معدل زمن تصفح الشبكة لدى المستخدمين العرب، لكن في الاستطلاع الذي أجرته جمعية حملة عام 2016 على السكان العرب الشباب في إسرائيل، ما يقارب %75 من المستطلَعين أجابوا أنهم يتصفحون الإنترنت أكثر من ثلاث ساعات في اليوم ( גנאים, 2018). بالمقابل، تشير المعطيات العامة إلى أنه حتى عام 2022، بلغ معدل زمن التصفح في إسرائيل نحو سبع ساعات في اليوم (Statista, 2023).

استخدامات الإنترنت الأساسية: من معطيات الوزارة للمساواة الاجتماعية ومقر إسرائيل رقمية (2019) يتبين أن %83.7 من المواطنين العرب يستخدمون الإنترنت – %68 يستخدمون البريد الإلكتروني، %46 ينفّذون المعاملات البنكية، %42 يستهلكون المعلومات الحكومية و-%44 يُجرون المشتريات عبر الإنترنت. البحث الذي أجراه مركز الأبحاث والمعلومات التابع للكنيست (גולדשמידט, 2020)، والذي اعتمد على معطيات دائرة الإحصاء المركزية، وجدَ أن هناك فجوات كبيرة بين اليهود والعرب في هذا الجانب: في كل الاستخدامات التي تم فحصها (البحث عن معلومات، الشبكات الاجتماعية، البريد الإلكتروني، تحميل الملفات، الدفعات، العمل، المشتريات، الخدمات الحكومية، مكالمات الهاتف أو الفيديو، التعليم والألعاب)، تبيّنَ أن المستخدمين اليهود يستخدمون الإنترنت أكثر من المستخدمين العرب، ما عدا في الألعاب.

نسبة اليهود الذين يستخدمون الإنترنت لإتمام الدفعات، المشتريات وتلقي خدمات حكومية، أكبر من ضعفَيّ نسبة العرب الذين يستخدمون الإنترنت لهذه الأغراض. نسبة استخدام الشبكات الاجتماعية لدى الفئتَين كانت متساوية تقريبًا. مع ذلك، %66 من المواطنين العرب يستخدمون الشبكات الاجتماعية للاطلاع على الأخبار، مقابل %47.5 من المواطنين اليهود (Dorot, 2021).

تتلاءَم هذه المعطيات مع النتائج التي تبيّنت من بحث غنايم (גנאים, 2018)، التي تشير إلى أن الكثير من استخدامات الإنترنت لدى السكان اليهود هي ذات طابع وظيفي  (ملء استمارات، خدمات إلكترونية، بريد إلكتروني وغيرها)، بينما الاستخدامات من هذا النوع لدى السكان العرب قليلة. بالمقابل، يستخدم السكان العرب الشبكات الاجتماعية أكثر.

أظهرَ استطلاع أجراه اتّحاد الإنترنت خلال فترة الكورونا (اتّحاد الإنترنت الإسرائيلي، 2020ב) أنه في المجتمع العربي، %97 تصفحوا الشبكات الاجتماعية (مقابل %92 في المجتمع اليهودي)، %66 تعلموا عبر الإنترنت (%69 في المجتمع اليهودي)، %42 أجروا مشتريات عبر الإنترنت (%93 في المجتمع اليهودي)، %59 استهلكوا الخدمات البنكية الرقمية (%93 في المجتمع اليهودي)، %40 استخدموا المواقع الحكومية (%81 في المجتمع اليهودي)، و-%38 دفعوا الفواتير عبر الإنترنت (%76 في المجتمع اليهودي). وبحسب بحث ستبق أجراه اتّحاد الإنترنت (2017)، تبيّن أن %73 من المستطلَعين من الجمهور العربي يتصفحون الشبكات الاجتماعية (%61 في المجتمع اليهودي)، %60 يؤسلون رسائل بريد إلكتروني (%82 في المجتمع اليهودي)، %34 تمّموا الدفعات عبر الإنترنت (%65 في المجتمع اليهودي) و-%38 أجروا مشتريات عبر الإنترنت (%61 في المجتمع اليهودي).

التطبيقات والشبكات الاجتماعية البارزة في المجتمع العربي: أظهرَ بحث اتّحاد الإنترنت الإسرائيلي (2023א)، والذي سُئلَ فيه المشتركون عن وتيرة استخدام الشبكات الاجتماعية والخدمات الإلكترونية خلال الشهر الذي سبق الاستطلاع، أنّ %97 من مستخدمي الإنترنت العرب تصفحوا يوتيوب وفيسبوك، %96 واتساب، %89 إنستغرام، %71 تيك توك، %58 تيلغرام و-%50 سناب تشات وتويتر. في المجتمع اليهودي غير الحريدي، %98 استخدموا يوتيوب، %96 واتساب، %92 فيسبوك، %68 إنستغرام، %54 تيلغرام، %46 تيك توك، %33 تويتر و-%20 سناب تشات.

يشير التوزيع الجندري إلى وجود اختلاف بين الرجال والنساء من حيث استخدام الشبكات الاجتماعية المختلفة: %91 من الرجال العرب يستخدمون فيسبوك، %79 تيلغرام وإنستغرام، %73 تيك توك، %56 تويتر و-%37 سناب تشات. بالمقابل، %92 من النساء العربيات يستخدمن إنستغرام، %86 فيسبوك، %68 تيك توك، %52 تيلغرام و-%32 سناب تشات.

أظهرَ استطلاع أجرته جمعية الجليل – ركاز (חטיב ואח', 2021) على الشباب في المجتمع العربي، أنه في كل ما يتعلق بالاستخدامات الرقمية، التطبيق الأكثر شيوعًا هو واتساب (%91.4). الشبكات الاجتماعية الأكثر شيوعًا هي فيسبوك (%68.7)، يوتيوب وإنستغرام (%50.8 لكل واحدة). تبيّن أيضًا أن %41 من الشباب بأعمار 24-18 يستخدمون تيك توك بوتيرة عالية، مقابل %15 من الشباب بأعمار 29-25  و-%13 من الأعمار 34-29. بشكل عام، أظهر البحث أن استخدام الشبكات الاجتماعية يقل كلّما تقدّمَ جيل المستخدم.

جـ.3 المستوى الثالث للفجوة الرقمية: النتائج والفوائد من حيث منالية الحاسوب والإنترنت

المستوى الثالث للفجوة الرقمية (Third level digital divide) يتمحور حول النتائج أو أفضليات منالية الحاسوب والإنترنت على الصعيدين الشخصي والاجتماعي.

بالإضافة إلى فجوات المنالية والمهارات، فإن المواطنين العرب في إسرائيل مقيّدون من حيث قدرتهم على استهلاك الخدمات الحكومية الرقمية وتحصيل حقوقهم الاجتماعية والمدنية من خلال الوصول لهذه الخدمات. في العصر الحديث، وبالأخص بعد جائحة الكورونا، أصبحت للخدمات الرقمية أهمية كبيرة، بالأخص للسكان الذين يسكنون في الضواحي الجغرافية (مثل معظم المواطنين العرب)، حيث توفُّر الخدمات الفعلية محدود نسبيًا هناك. المتغير المركزي الذي يؤثر على هذا المستوى هو التمكُّن من لغة الأغلبية، بما أن اللغة العبرية هي اللغة المستخدمة في معظم المواقع الحكومية في إسرائيل (איגוד האינטרנט הישראלי, 2023ב).

في قرار الحكومة 550، الذي اتُّخِذ عام 2021 وأطلِق عليه اسم "تَقَدُّمْ")،[4] أشير إلى أن متحدثي اللغة العربية يشكلون نحو %3 فقط من مستهلكي الخدمات الحكومية الرقمية – نسبة أصغر بأكثر من ستة أضعاف من نسبتهم السكانية. بموجب القرار، ستعمل الحكومة من أجل تقليص الفجوة الرقمية بين المجتمع اليهودي والمجتمع العربي، على عدة جوانب. فيما يتعلق بإتاحة المواقع الحكومية، تم التصريح في القرار إلى أن "هذا القرار يهدف إلى تقليص هذه الفجوات بعدة وسائل، بالأخص تعزيز المهارات والقدرات الرقمية وإتاحة الخدمات الحكومية. الإجراءات التي سيتم اتخاذها في إطار القرار، ستساعد على زيادة استهلاك الخدمات الحكومية بشكل رقمي. بالتالي، ستساعد على تحسين الخدمات الحكومية المقدمة للمجتمع العربي، وعلى تعزيز الثقة بالحكومة".

أظهرَ مؤشر إتاحة المعلومات والخدمات للمجتمع العربي، الذي قام اتّحاد الإنترنت الإسرائيلي (2021) ببنائه في هذا الموضوع، أن الإتاحة اللغوية والثقافية للغة العربية للمواقع الحكومية منقوصة جدًا: تبيّن من معطيات المؤشر أنه في عام 2021، %10 فقط من صفحات الإنترنت الخاصة بالوزارات كانت ملاءَمة لاستخدام الجمهور العربي. الدراسة المجددة التي أجراها اتّحاد الإنترنت عام 2023، أيضًا بهدف فحص الإجراءات التي اتّخذتها الوزارات بعد بعد الإعلان عن قرار الحكومة 550، أشارت إلى أنه بسبب الازدياد الكبير في عدد صفحات الإنترنت التي تشغلها الوزارات، نسبة الإتاحة بقيت على ما هي عليه – فقط %10 من المواقع متاحة للجمهور العربي (אסעד־ניקולא, 2023).

إضافةً لذلك، الكثير من الصفحات المتوفّرة باللغة العربية توجّه المتصفح إلى موقع بالعبرية (%46)، إلى استمارة بالعبرية (%28) أو لخدمة غير رقمية (%11). %15 فقط من التوجيهات على المواقع المختلفة، توجّه المتصفح إلى موقع باللغة العربية. بالإضافة، تبيّن أن هناك تفاوتًا كبيرًا بين الوزارات في كل ما يتعلق بالإتاحة، حيث أن نسبة إتاحة المعلومات باللغة العربية تتراوح بين %21 (وزارة الأمن القومي) إلى %1 (وزارة الطاقة، وزارة الثقافة والرياضة).

تتلاءَم هذه النتائج مع المعطيات التي تم التوصل إليها من الأبحاث السابقة حول الموضوع. يشير استطلاع دائرة الإحصاء المركزية (2019) إلى وجود فجوة كبيرة بين اليهود والعرب من حيث استخدام المواقع الحكومية: %52 من اليهود صرحوا بأنهم يستخدمون الإنترنت لغرض تلقي الخدمات الحكومية، مقابل %22 من العرب؛ %50 من المجتمع اليهوديّ يعتقدون أنّ استخدام الخدمات الحكومية المحوسبة، هو عملية سهلة وواضحة، مقابل %33 في المجتمع العربي؛ %37 من المجتمع اليهودي يفضلون التواصل مع الوزارات بشكل إلكتروني ومحوسب، مقابل %15 من المجتمع العربي (הלשכה המרכזית לסטטיסטיקה, 2020). انعدام الإتاحة يقلّل من قدرة المواطن العربي على الوصول إلى المعلومات المطلوبة له، ويمسّ بقدرته على الانخراط والمشاركة في المجتمع العام.

وفقًا لبحث جمال وكوكبين (2020)، الشباب العرب النشطون عبر الإنترنت يهتمون بالقضايا الاجتماعية، الترفيهية أو الثقافية أكثر من القضايا السياسية، وينشطون عبر الشبكات الاجتماعية أكثر من الأشخاص الأكبر سنًا (بالأخص بأعمار 29-18). بخصوص القضايا السياسية، أشار البحث إلى وجود علاقة إيجابية واضحة بين الجيل ودرجة المشاركة المحوسبة (مثلًا: نشاط الجيش في غزة، المظاهرات ضد الشرطة وقضية الأسرى السياسيين). أيّ أنه كلما ارتفع الجيل، ازدادت درجة المشاركة السياسية.

في المجتمع العربي، الثقة في مصادر المعلومات الحكومية أقلّ، مقارنةً مع المجتمع اليهودي. وفقًا لمعطيات اتّحاد الإنترنت الإسرائيلي (2020ב)، خلال فترة الكورونا الأولى (مارس-أبريل 2020)، مصدر المعلومات الذي اعتمد عليه السكان العرب إلى حد كبير كان الشبكات الاجتماعية (%27)، واعتمدوا بدرجة أقل على التلفزيون، الراديو والصحف المطبوعة (%19). %27 من المستطلَعين في المجتمع العربي أشاروا إلى أنهم لا يثقون بالمواقع الحكومية بالعبرية، و-%32 لا يثقون بالمواقع الحكومية بالعربية. بالمقابل، %59 أشاروا إلى أنهم يثقون بنتائج البحث في جوجل بالعبرية والعربية أيضًا.

جـ.4 الحماية وأضرار السايبر أو المخالفات المحوسبة لدى المجتمع العربي في إسرائيل

كلما ازداد نطاق استخدام الإنترنت، قد يتعرّض المستخدمون إلى الأذى على أنواعه عبر الشبكة، بدءًا من النقاش العنيف عبر الشبكة، استخدام التشهير، القذف ونشر الأكاذيب عبر الشبكات الاجتماعية وبشكل عام، نشر الفيروسات والأخبار الكاذبة (فيك نيوز)، والأذى الجنسي عبر الشبكة، الابتزاز، انتحال الشخصيات وسرقة الهويات ومحاولة سرقة تفاصيل بطاقات الائتمان (التصيُّد الإلكتروني). الكثير من هذه الإساءات تُعتبَر مخالفة للقانون.

القانون في إسرائيل يميّز بين مخالفات السايبر والحاسوب الواضحة، والتي فيها يتم ارتكاب المخالفة تجاه وسيلة رقمية، مثل سرقة معلومات، اختراق قاعدة بيانات، اختراق حسابات بنك وما شابه، وبين المخالفات التي يتم استخدام جهاز رقمي أثناء ارتكابها، مثل الأذى الجنسي، الانتحال، القذف والتشهير عبر الشبكات الاجتماعية أو محاولة سرقة تفاصيل بطاقة الائتمان. القدرة على تشخيص هذه الأنواع من الأذى، والتعامل معها، مرتبط بشكل مباشر بمستوى  مهارات المستخدم الرقمية (Tomczyk, 2018).

إضافةً لذلك، تبيّن أن هناك علاقة مباشرة بين الجيل، الجندر والمستوى الدراسي وبين القدرة على التعامل مع الأذى الرقمي. كلما كان المتضرر أصغر سنًا ومتعلّمًا أكثر، يزداد مستوى مهاراته في الموضوع. كما وأبدى الرجال مستوى مهارات أعلى من النساء في هذا الموضوع (Dodel & Mesch, 2018).

توجد في إسرائيل عدة جهات تقدّم المساعدة في التعامل مع حالات الأذى عبر الشبكة، سواءً على المستوى القانوني أو على المستوى التربوي والمدني:

  1. شرطة إسرائيل: بما أن الإساءات عبر الشبكة تكون غالبًا مخالفات للقانون، فإن العنوان الفوري للتوجه هو شرطة إسرائيل. يتم التحقيق في الشكاوى في هذا الموضوع بموجب قانون منع التحرش الجنسي (لعام 1998)، قانون الحاسوب (لعام 1995) أو قانون السايبر (لعام 2018).
  2. كجزء من المجهود المبذول من أجل حماية الأولاد والشبيبة من الأذى عبر الشبكة، أقيمت في إسرائيل الهيئة الوطنية لحماية الأولاد في الشبطة – 105، وهي منظومة مدنية-شرطية تدمج بين أنفاذ القانون والعلاج التربوي.
  3. خط الدعم للإنترنت الآمن من اتّحاد الإنترنت الإسرائيلي يهدف إلى تقديم المساعدة في التعامل مع أنواع الأذى المختلفة عبر الشبكة، ومن بينها إساءات السايبر والعنف، والتربية على التصفح الآمن.

البحث الذي أجراه اتّحاد الإنترنت الإسرائيلي (2022א)، والذي اختبرَ التعرّض لأنواع الأذى المختلفة عبر الشبكة (تلقي رسائل مزيفة، احتيال بنكي أو سرقة تفاصيل، اختراق حساب البريد الإلكتروني، سرقة هوية أو انتحال شخصية، برنامج خبيث تم تثبيته على الحاسوب أو حظر إمكانية الوصول إلى الملفات الشخصية)، أشار إلى أن %52 من المجيبين العرب تعرّضوا لحالة أذى سايبر واحدة على الأقل. %33 تعرّضوا لرسائل بريد إلكتروني مزيفة أو طلب مشاركة التفاصيل الشخصية (مقابل %52 في المجتمع اليهودي)، %12 تعرضوا لاحتيال بنكي أو سرقة تفاصيل بطاقة الائتمان (%11 في المجتمع اليهودي)، %9 تعرضوا لاختراق صندوق البريد الإلكتروني الخاص بهم أو حسابهم على شبكة اجتماعية (نفس المعطى في المجتمع اليهودي)، %6 تعرّضوا لسرقة هوية أو انتحال شخصية (%3 في المجتمع اليهودي)، %5 تضرروا من برنامج خبيث في حاسوبهم (%6 في المجتمع اليهودي)، و-%5 تم حظر وصولهم إلى الملفات الخاصة (%3 في المجتمع اليهودي).

من بين المجيبين، %30 صرحوا بأنهم سيبلغون عن الأذى للهيئة الوطنية للأمن السيبراني، %17 سيبلغون موقع الإنترنت الملائم، %18 صرحوا بأنهم سيبلغون مزود الإنترنت الخاص بهم، و-%13 أجابوا بأنهم سيبلغون منظمات حماية المستهلك. %12 من المجيبين أجابوا أنهم لن يبغوا إطلاقًا، و-%39 لا يعرفون أو غير متأكدين لمن سيتوجهون.

جـ.5 الإجراءات الحكومية من أجل تقليص الفجوة الرقمية في إسرائيل

في إطار القرارين 550 و-922 اللذين اتّخذتهما حكومة إسرائيل (عام 2021 وعام 2016 بالتلاؤم)، تم تخصيص ميزانيات خاصة من أجل تقليص الفجوات المختلفة التي يعاني منها السكان العرب، ومن ضمنها الفجوة الرقمية. كما وتطرّقت الخطة أيضًا إلى إتاحة المضامين الحكومية لغويًا وثقافيًا، توفير المهارات الرقمية المختلفة وإنشاء مراكز تقدّم المساعدة في اكتساب هذه المهارات. أشير في قرارات الحكومة إلى أن السبب في ذلك هو الفجوة الكبيرة من حيث استخدام الشبكة بين المواطنين العرب واليهود لغرض العمل والبحث عن معلومات في المواقع الحكومية. تمّ إدراج الخطة في ميزانية الدولة لعام 2023، مع تغييرات مختلفة، دون التطرّق بشكل مباشر إلى الفجوة الرقمية (זקן, 2023).

نظام الديجيتال الوطني (إسرائيل رقمية) هو مبادرة حكومية أقيمت عام 2013، بهدف قيادة مبادرات تكنولوجية وتطويرها من أجل استغلال الفرصة الكامنة في الثورة الرقمية. تمّ تحديد ثلاثة أهداف للمبادرة (פרלמן, 2020): 1. تقليص الفجوات الاجتماعية والجغرافية؛ 2. تسريع النموّ الاقتصادي؛ 3. النهوض بسياسة حكومية ذكية، صديقة ورائدة على مستوى عالمي.

ومن ضمن نشاطاتها، إسرائيل رقمية هي الجهة التي تقود مجال الرقمنة في الوزارات المختلفة، وتشغّل منصة "كامبوس IL"، التي تقدم مساقات ودورات محوسبة أكاديمية ومهنية مجانًا؛ "المبادرة الوطنية 265" التي تهدف إلى مشاركة المعرفة وتطوير الرقمنة في السلطات المحلية؛ ومبادرة "100 في المهارات الرقمية" – برنامج واسع النطاق لتوفير المهارات الرقمية، بالتشديد على ثلاث فئات سكانية: الحريديم، العرب والمواطنين المسنين.

لهڤاه (لتقليص الفجوة الرقمية في المجتمع الإسرائيلي): مبادرة تسلّط الضوء على ترسيخ تكنولوجيا المعلومات والاتصال وزيادة الوعي حيال استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصال في الضواحي ومن قِبل الفئات المستضعفة، بالأخص لدى طلاب صفوف الأول-الثاني عشر. تشغّل المبادرة نحو 30 مركزًا لتقديم خدمات الإرشاد والتأهيل الرقمي لجميع السكان، مجانًا. أظهرَ بحث اختبر نشاط المبادرة (לב-און ואח' 2019) أن المشاركين في الأنشطة المختلفة أبدوا رضاهم الشديد عنها، والكثيرون منهم صرحوا أنهم اكتسبوا في إطار المبادرة معلومات جديدة حول مواضيع المهارات الرقمية، عززوا معرفتهم للمجال واكتسبوا خبرة في استخدام الحاسوب والإنترنت (אבו־קשק ואח', 2022).

جمعية التفاح: الجمعية التي أقيمت عام 2000، تقود برامج مختلفة من أجل تقليص الفجوة الرقمية، وتشغّل من ضمن برامجها @نيطع – منظمة شبيبة بتوزيع قطري للتأهيل لمواضيع الهايتك.


[1] أظهرَ بحث تحاوخو وآخرين (2021)، الذي اعتمد على استطلاع الاستخدامات من دائرة الإحصاء المركزية (2019)، أنه خلال عام 2018، استخدمَ الإنترنت %85.8 من أبناء 20 فما فوق في المجتمع اليهودي، مقابل %74.2 من أبناء نفس الجيل في المجتمع العربي. 78.3% من العائلات اليهودية في هذه السنة كانت تملك انتسابًا للإنترنت، مقابل %49 فقط من العائلات العربية. 54% فقط من المواطنين العرب بأعمار 64-20 أجابوا بـنعم عن السؤال "هل استخدمت الحاسوب في الأشهر الثلاثة الأخيرة؟"، مقابل %84 من السكان اليهود غير الحريديم.
[2] يشير خاسبر وسواعد (2024) إلى أن بيزك حظيت بأفضلية تنافسية لأن شركة هوت لم تلتزم بواجبها القانوني بتوزيع البنى التحتية في كل البلدات في إسرائيل، وأبقت الكثير من البلدات العربية بدون بنى تحتية ملائمة. وبحسبهما، بسب انعدام المنافسة بين بيزك وهوت في البلدات العربية، فإن البنى التحتية التي عُرِضت على المواطنين العرب كانت رديئة إلى حد كبير بالمقارنة مع البلدات الأخرى. عمليًا، باستثناء نصف مليون مواطن، ممّن يسكنون في المدن المختلطة (التي تمّ فيها مدّ بنى تحتية لشركة هوت)، لأكثر من %45 من المواطنين العرب في إسرائيل لم تتوفّر الإمكانية – سارٍ لعام 2020 – للاتصال بالبنى التحتية الخاصة بشركة هوت (זרד ובוטוש, 2020).
[3] السبب من وراء عدم الاعتراف بهذه البلدات من طرف الدولة، هو نزاع منذ سنوات طويلة بين المواطنين البدو والسلطات: يعتبِر البدو أنفسهم أصحاب حق في الملكية على الأراضي التي عاشوا عليها على مدار مئات السنواتـ حتى قبل قيام الدولة. الدولة بالمقابل، تعتقد أن الأغلبية المطلقة من البدو لم يملكوا أبدًا أيّ حقوق ملكية على الأراضي التي عاشوا عليها، لذلك لا يمكنهم الادّعاء بملكيتها (טמיר וגונטובניק, 2017). بالتالي، ترفض الدولة الاعتراف بجزء من البلدات البدوية، وتمنع سكانها من الوصول إلى البنى التحتية الأساسية.
[4]في شهر أكتوبر 2021، اتّخذت حكومة إسرائيل القرار رقم 550، وعنوانه "الخطة الاقتصادية لتقليص الفجوات في المجتمع العربيّ حتى عام 2026"". اتُّخِذ هذا القرار تباعًا لقرار الحكومة 922 من عام 2016، "نشاط الحكومة من للتطوير الاقتصادي للأقليات بين السنوات 2020-2016".